أعلن المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش مع الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن القومي الروسي، الوضع في شرق أوكرانيا. وقال بيسكوف، دارت مناقشة تفصيلية للوضع في جنوب شرق أوكرانيا في هذا الاجتماع، في سياق جهود التهدئة الأخيرة، وأعرب المشاركون في الاجتماع عن قلقهم البالغ من استمرار تأزم الوضع الإنساني في مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك. من جانبه، كرر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، دعوة موسكو لعقد جولة أخرى من محادثات السلام، في أسرع وقت ممكن، بشأن تسوية النزاع في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا. وأعرب لافروف، عن تقديره للفرصة الحالية من أجل تسوية الأزمة الأوكرانية، مشيرًا إلى صعوبة وقف إطلاق النار، وتنفيذ نظام الهدنة بين كييف وشرق أوكرانيا. وشدّد لافروف، على أن لدينا أسس بناءة للمضي قدمًا، لإعادة النشاط الاقتصادي إلى دونباس، والتأسيس لحوار سياسي يجب أن يؤدي في النهاية إلى إصلاح دستوري بمشاركة جميع القوى السياسية والأقاليم والمدن في أوكرانيا. وأعلنت قيادات قوات الدفاع الشعبي، في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من طرف واحد، أنهما يؤكدا تصريحات الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو حول الالتزام المتبادل بنظام التهدئة في منطقة دونباس، جنوب شرق أوكرانيا. وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، الموجود حاليًا في زيارة رسمية لاستراليا، أعلن أنه ولأول مرة منذ سبعة أشهر، تم تسجيل هدنة حقيقية. وأعلن ممثل جمهورية دونيتسك الشعبية لدى مجموعة الاتصال الدولية بشأن أوكرانيا، دينيس بوشيلين، أن طرفي النزاع في جنوب شرق أوكرانيا يلتزمان عمومًا بالهدنة عدا بعض الخروقات المنفردة. وأضاف أن نظام وقف إطلاق النار مستمر، مؤكدًا أن قوات الدفاع الشعبي، ملتزمة بتنفيذه بدقة ولا تُطلق النار على القوات الأوكرانية. وأوضحت وزارة الخارجية الروسية، في نفس اليوم، أن وقف استخدام الأسلحة في مقاطعتي دونيتسك ولوانسك، وسحب المدفعية الثقيلة، وتحديد خط الفصل بين طرفي القتال، من أهم بنود التسوية للنزاع في جنوب شرق أوكرانيا. وفي سياق متصل، دعا وزير الدفاع الأوكراني ستيبان بولتوراك، إلى مضاعفة حجم الميزانية العسكرية في العام المُقبل، لتمكين الجيش من شراء أسلحة من الخارج، وتجهيز نفسه بما يُتيح له مواجهة الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق البلاد. وقال الوزير الأوكراني، أمام البرلمان، إن أعداد الجنود الذين يخدمون في الشرق حيث تُقاتل القوات الحكومية الانفصاليين، منذ إبريل الماضي، ستزيد أيضًا إلى ربع مليون جندي، العام المُقبل، علمًا بأن قوتها الحالية 232 ألفًا. وأضاف بولتوراك، أن القوات المسلحة تعتزم إنفاق نحو 110 مليون دولارا على شراء أسلحة جديدة من الخارج العام المُقبل، إضافة إلى إنفاق 365 مليون دولار على مشتريات الأسلحة المحلية. وفي السياق ذاته، قال بولتوراك، "إن أوكرانيا ستنقل بعض وحداتها العسكرية إلى مناطق أقرب إلى مولدوفا، التي تُجاورها من الجنوب الغربي، لاعتبار ذلك تهديدًا من منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية، الموالية لموسكو في مولدوفا". وكان رئيس الوزراء الأوكراني، أرسينى ياتسينيوك، قال أمام البرلمان، إن بلاده التي تسعى للحصول على معونات أجنبية، حتى تتجنب العجز عن سداد الديون، ولابد من زيادة الإنفاق الدفاعي على حساب مدفوعات الرعاية الاجتماعية". ولم يحدد ياتسينيوك، الدول التي تتطلع أوكرانيا أن تمدها بالدعم المالي، غير أن دول حلف شمال الأطلسي تعزف حتى الآن عن تسليح أوكرانيا، وهي ليست عضوًا بالحلف، لمواجهة المتمردين، الذين يملكون عتادًا جيدًا، تحاشيًا لإثارة غضب روسيا، لكن الولاياتالمتحدة وكندا وبولندا، الأعضاء بالحلف قدّمت معونات غير فتاكة.