عندنا مثل قديم يقول: «الفقى لما يفلِّس يدوّر فى دفاتره القديمة».. وعندنا قاعدة تقول: إنه عندما تنسحب الأضواء عن نجم ما، يقضى ما تبقّى من عمره فى اجترار نجاحاته السابقة، والحديث عنها، وإصابة كل مَن حوله بالملل، من حديث ذكرياته.. تذكّرت هذا وأنا أشاهد ما بثّته جماعة أنصار بيت المقدس (النائمة والمتجاهلة تماما لما يحدث من انتهاكات إسرائيلية لبيت المقدس)، عن عملياتها السابقة، وما أعقب هذا من طق حنك عن أن القادم أمرّ!!! يا سلام يا ولاد.. قال يعنى العيال لسه جامدين وقادرين وشلولخ (على رأى النجم عادل إمام)، الواقع أن «أنصار بيت المقدس» الساكتين عما يحدث لبيت المقدس يتبعون سياسة جوبلز، وزير البروباجندا فى زمن النازية «اكذب اكذب اكذب بلا انقطاع، فحتما سيبقى من كذبك شيئا»، وهم لا يجيدون شيئا فى الحياة، مثلما يجيدون الكذب والغش والخداع، ونشر الشائعات، هذا بالإضافة إلى غدر الفئران بالطبع، ومن سماتهم أنهم لا يذكرون هزائمهم أبدا، ولا يعترفون بأعداد مَن قتلوا أو أسروا منهم، وكأن مسيرتهم كلها انتصارات، بلا هزيمة واحدة!!! أو كأنهم يواجهون مركز شباب روض الفرج، وليس جيش مصر العظيم وشرطته الباسلة.. يتصوّرون أن فجرهم قد بزغ، مع الكابوس العربى، ولا يضعون أدنى احتمال لأن يكون هذا غروبهم وأفولهم، لقد بدؤوا يتجمعون فى أماكن، أعلنوها خلافات إسلامية، دون ذرة واحدة من تعاليم الإسلام الحقيقية، والذى حوّلوه فى أذهانهم إلى دين غضب وغل وكراهية وعقاب ووحشية وخيانة.. والسؤال: لماذا أتيح لهم أن يتجمّعوا فى زمن يمتلك فيه غيرهم سبل الإبادة الجماعية، وهم يعادونه جهارا نهارا، ويسبّونه ويلعنونه، ويعلنون أنهم سيرفعون علمهم على كل مكان فى العالم، وكأنهم فى فيلم من أفلام الخيال العلمى، الذى يهزم فيه السيف الطائرات والدبابات والقنابل الذرية وصور الأقمار الصناعية، ويهزم فيه الحماس الوحشى التخطيط العلمى، ويتصوّرون أن سياسات الشيطان، التى ادّعوا أنها إيمانية، كافية للانتصار؟! لماذا إذن أمرنا الخالق عزّ وجلّ بأن نعد لهم ما استطعنا من قوة، ومن رباط الخيل، لو أن الإيمان وحده يكفى؟! أما كان أجدى أن يأمرنا خالق الكون جلّ جلاله بأن ندعو على أعدائنا فيخسف بهم المنتقم الجبار الأرض؟! التنظيمات الإرهابية فى سيناء محاصرة، بين جيش فى الغرب، ومنطقة عازلة فى الشرق، وهى بداية سقوطها المتتالى، وهى حرب، سيسقط فيها بالطبع شهداء، مثل كل حرب، وسترتفع فيها رايات وتنخفض، لكن المهم هو راية مَن سترتفع فى النهاية.. وزى ما قلنا: «الإرهابى لما يفلّس ينشر عملياته القديمة».. وبس.