كشفت مصادر ليبية عن هبوط طائرة نقل قطرية فى مطار «مصراتة» كانت تحمل شحنة أسلحة متطورة جرى تقديمها للميليشيات المسلحة التى تحارب مؤسسات الدولة الليبية، وقد جاءت شحنة السلاح القطرى بعد أيام من الإعلان عن وصول طائرة نقل عسكرية سودانية محملة بالسلاح أيضا للميليشيات التى تحارب الجيش الليبى. تكشف هذه التحركات عن مثلث التحالف الإقليمى الذى ينشر الفوضى والقتل داخل دولنا العربية وتحديدًا فى الدول التى اجتاحتها رياح «الربيع العربى». تحليل مشاهد الخراب والدمار فى سوريا، والعراق وليبيا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المثلث التركى - القطرى- السودانى، يقف وراء ذلك، فتركيا تفتح أراضيها لاستقبال وتدريب العناصر التى ترغب فى الانضمام لصفوف تنظيم الدولة الإرهابى فى العراق والشام «داعش»، تقدم لهم السلاح وتنقلهم إلى الأراضى السورية والعراقية، وقد وقفت تركيا تتفرج على حصار التنظيم لمدينة عين العرب «كوبانى» التى تقطنها غالبية كردية وتقع على الحدود مع سوريا، وقفت تركيا تتفرج على خنق وحصار المدينة، بل رفضت تقديم أى دعم لإنقاذ المدينة، كما رفضت السماح للمقاتلين الأكراد بعبور الحدود للمشاركة فى الدفاع عن المدينة، وأعطى أردوغان أوامره لقوات الأمن بالتصدى بقوة لمظاهرات الأكراد التى تطالب بفتح الحدود لإنقاذ كوبانى، وقتلت قوات الأمن التركية نحو أربعين كرديا. فى نفس الوقت تولت حكومة البشير فى الخرطوم نقل وتهريب السلاح لعناصر جماعة الإخوان المسلمين فى مصر مستغلة الحدود الطويلة والوعرة لنقل السلاح بالقوافل، كما سبق للخرطوم استضافة عناصر جماعتى الجهاد والجماعة الإسلامية وقدمت لهم المأوى، ودفعت بهم إلى مصر بعد الخامس والعشرين من يناير 2011. وحتى اليوم لم تتوقف الخرطوم عن القيام بإمداد الجماعات الإرهابية بالسلاح، وإن اضطرت بعد ثورة الثلاثين من يونيو إلى أن تكون أكثر حذرًا فى إمداد الجماعات الإرهابية بالسلاح، نظرًا إلى قدرة مصر على متابعة هذه العملية. من هنا فقد تحول السودان إلى ليبيا، فالحدود مع ليبيا طويلة، والجماعات المسلحة تسيطر على مناطق شاسعة من الأراضى الليبية وتبسط سيطرتها على موانى ومطارات، ومن ثم إلى السودان لنقل السلاح مباشرة إلى هذه الجماعات، وهو ما قامت به الخرطوم على النحو الذى مكن الجماعات المسلحة من الصمود أمام الجيش الليبى. وبعد توجه السلطات الليبية لمصر طلبًا للدعم والمساندة، ونجاح الجهود المصرية فى عقد لقاء مباشر بين الرئيس السودانى ورئيس الوزراء الليبى، وإعلان الأخير قبول المبادرة السودانية بإجراء مصالحة مع الجماعات المسلحة، أوقفت الخرطوم عمليات النقل المباشر للسلاح إلى الجماعات التى تحارب الدولة الليبية، هنا تقدمت قطر للقيام بنقل السلاح مباشرة إلى الميليشيات الليبية، وهو ما كشفته الحكومة الليبية التى رصدت هبوط طائرة نقل عسكرية قطرية فى مطار مصراتة وإفراغها شحنة أسلحة متطورة كى تتمكن الميليشيات من مواصلة الحرب، لا سيما بعد تعهد مصر بتدريب الجيش والشرطة الليبية. المؤكد أن المثلث التركى - القطرى- السودانى، يهدف إلى خدمة مشروعات الهيمنة والسيطرة الخارجية على المنطقة، والتى تمثلت مؤخرًا فى الطموح التركى فى إعادة إنتاج الإمبراطورية العثمانية، وهو المشروع الذى يسمح بدور للسودان وقطر فى إطار التعاون والتنسيق مع التنظيم الدولى للجماعة، من هنا فلا جدوى من وراء الحديث مع السودان وقطر، فكل منهما يمثل حلقة ضمن سلسلة حلقات تفتيت المنطقة لصالح مشروع التنظيم الدولى للجماعة برعاية تركية طامحة لإعادة إنتاج الخلافة العثمانية فى ثوب جديد.