كي تكون الرؤية مكتملة قرر محررا التحرير الذهاب خلف صفوف قوات الأمن المركزي والشرطة، المتمركزة عند وزارة الداخلية، وعدم الاكتفاء بكتابة المشهد من خلال طرف واحد وسط صفوف المتظاهرين. لم يكن الوصول بالأمر السهل، حيث كان محيط وزارة الداخلية والواقعة في ميدان لاظوغلي أشبه بالثكنة العسكرية، عشرات الكردونات من الأمن المركزي وقوات الجيش والأسلاك الشائكة وضعت لتأمين الوزارة منعا لاقتراب المتظاهرين منها، وتعرض محررا التحرير للتفتيش أكثر من مرة وإبراز الكارنيهات التي تثبت أنهم صحفيين بالجريدة، خاصة مع ارتداء محررا التحرير للأقنعة الواقية من دخان قنابل الغاز المسيلة للدموع. المشهد عند الوزارة كان مهيبا، ما يقرب من عشرين مدرعة تابعة للقوات المسلحة وعشرات المصفحات والمركبات التابعة للأمن المركزي وثلاثة عربات مطافي، إضافة إلى مئات الجنود والضباط التابعين لقوات الجيش والأمن المركزي، لتأمين الوزارة. محررا التحرير اقتربا من أحد قادة الأمن المركزي عند شارع منصور للتحدث معه حول الأحداث، الذي قال لهم «نحن نعمل تحت ضغط عصبي لا يمكن لأحد تخيله، ولا أفهم لماذا يصر البعض على الاقتراب من مقر الوزارة، مشيرا إلى أنه ليس من مصلحة قوات الشرطة تصعيد الموقف و استمرار الاشتباكات الدائرة مع المتظاهرين منذ أيام، ومؤكدا في الوقت ذاته على أنه أمر طبيعي أن تدافع قوات الشرطة عن مقر الوزارة» وشاهدت التحرير تشكيلات الأمن المركزي في محيط الوزارة وكان الوضع هادئا، حيث الاشتباكات متوقفة مع المتظاهرين متوقفة، وجلس جنود الأمن على الأرض لتناول وجبات الغذاء.