التحرير من موسكو كررت وزارة الخارجية الروسية احتجاجها الشديد للجانب الأوكراني بشأن إطلاق العسكريين الأوكرانيين النار من جديد على الأراضي الروسية. وأوضح بيان للخارجية الروسية أن المعبر الحدودي الروسي "جوكوفو" تعرض من جديد لقصف بالمدفعية من الجانب الأوكراني في وقت كان يتواجد في منطقة المعبر نحو 230 لاجئا من المواطنين الأوكرانيين. وأشارت الخارجية الروسية إلى أن الحادث لم يسفر عن سقوط ضحايا لحسن الحظ، وتم إجلاء اللاجئين الأوكرانيين إلى مكان آمن، مشددة على أن أعمال الجانب الأوكراني تعد خرقا فاضحا لمبادئ القانون الدولي الأساسية. وطالبت موسكو بوقف قصف الأراضي الروسية، محذرة من أنه في حال تكررت مثل هذه الأعمال، فسوف تقع كامل المسؤولية على على سلطات كييف. من جهة أخرى وفي إطار التصعيد الأمريكي، أعلن المكتب الصحفي للرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أن الجانبين الأوكراني والأمريكي بحثا في مكالمة هاتفية الجهود الدولية لتنفيذ خطة السلام في جنوب شرق أوكرانيا. وجرت المكالمة بين الرئيس بوروشينكو ونائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن الذي أعلن أن الولاياتالمتحدة مستعدة لبحث إمكانية تمويل مشاريع إعادة اعمار البنية التحتية في دونباس، مثل ألمانيا التي تقدمت بمبادرة لتقديم المساعدة في هذا المجال لمدينتي سلافيانسك وكراماتورسك. وجاء في بيان صدر عن كييف أن الرئيس بوروشينكو أشار إلى أن السلطات الأوكرانية تهتم بشكل خاص باستعادة ظروف الحياة الطبيعية في المدن المحررة، وخاصة تزويدها بالمياه والكهرباء واستئناف البث الإذاعي والتلفزيوني. وأشار إلى أن إنعاش الحياة السلمية في دونباس يعد مهمة ذات أولوية بالنسبة لأوكرانيا. أما البيت الأبيض فقد أصدر بيانا بهذا الصدد، قال فيه إن كييف تسعى إلى بدء عملية مفاوضات مع جنوب شرق أوكرانيا ،غير أن روسيا وقوات الدفاع الشعبي ترفضان إجراء المفاوضات. وأفاد البيان أن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو هو الذي أبلغ بذلك في المكالمة الهاتفية مع نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن. وأضاف البيان الأمريكي أن الحكومة الأوكرانية، بحسب أقوال بوروشينكو، اقترحت صيغ عديدة لإجراء مفاوضات حول الهدنة بما في ذلك في أوكرانياوروسيا وفي أراضي الدول الأخرى، لكن الطرف الثاني رفض كل هذه الاقتراحات. من جانبه أعلن المندوب الروسي الدائم لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أن بلاده قدمت إلى مجلس الأمن عددا من العناصر لصياغة قرار لاحق بشأن أوكرانيا. وأوضح أن هذه العناصر تطلب من طرفي النزاع وقف العنف. كما أشار إلى أن البعثة الروسية طلبت من نظرائها في مجلس الأمن الدولي الرد على العناصر المقترحة بحلول الساعة 10 صباحا من يوم غد الاثنين بتوقيت نيويورك. وفي نفس السياق أعرب تشوركين عن القلق إزاء تدهور الأوضاع شرق أوكرانيا، لافتًا إلى أن ما يسمى ب"خطة السلام" للرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بدت عمليًا ستارًا لتوسيع العملية العسكرية. أما المندوب الروسي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أندريه كيلين فقد قال إن سلطات كييف تراهن على الحرب في إخضاع قوات الدفاع الشعبي في جنوب شرق البلاد، مشيرا إلى أن أوهام دول الغرب في إمكانية نجاح ما يسمى ب"خطة سلام بوروشينكو" تدعو إلى الدهشة. وقال كيلين إن الحرب الأهلية الحقيقية تتواصل في أوكرانيا، ويمكن بالطبع محاولة إخفاء هذه الواقعة الثابتة بمصطلحات ذات وقع حسن على شاكلة "العملية المضادة للإرهاب" و"إجراءات لحماية وحدة الأراضي" و"تدابير لحفظ النظام" وكل ذلك لا يغير من جوهر الأمر. وشدد المندوب الروسي على أن السلطات الأوكرانية تستعمل في إطار عملياتها العسكرية ضد قوات الدفاع الشعبي السلاح الجوي والأسلحة الثقيلة والدبابات ومنظومات إطلاق القذائف الصاروخية، لافتا إلى أنه أبلغ ممثلي الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بذلك. وفي إطار التطورات الميدانية، لا تزال الاشتباكات متواصلة بين القوات الأوكرانية ووحدات الدفاع الشعبي في عدد من مناطق ومدن شرق البلاد. فقد شهدت جمهورية دونيتسك معارك بالقرب من المدينة نفسها باستخدام المدفعية الثقيلة وكانت الطلقات التحذيرية وصفارات الانذار تسمع في عدة مناطق أخرى. وأعلنت إدارة العلاقات العامة التابعة لمجلس مدينة دونيتسك أن المعارك جرت في مدينة ماريينا الواقعة في ضواحي دونيتسك باستخدام المدفعية الثقيلة. وكانت الأكثر كثافة في منطقتي بيتروفسكي وكيروفسكي، حيث فتحت الملاجئ. وأعلن مكتب رئيس البلدية عن سماع إطلاق للنار في مناطق كويبيشيوفسكي وكيروفسكي وكالينيسكي. ومن جانبها نفذت القوات الجوية الأوكرانية غارة جوية على مدينة دزيرجينسكي في إقليم دونيتسك وانفجرت الصواريخ في مقبرة وتركت المدينة دون كهرباء بشكل جزئي. ويتمركز عدد كبير من عناصر القوات الشعبية في المدينة، كما أنهم فجروا جسرا منذ أيام لعرقلة حركة القوات الأوكرانية. وكانت القوات الأوكرانية قد أعلنت في 5 يوليو الحالي أنها سيطرت في مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك بعد مغادرة القوات الشعبية لهما. وقد اضطرت القوات الشعبية إلى التراجع باتجاه دونيتسك ولوجانسك. ووفقا لأقوال نائب الأمين العام لمجلس الأمن والدفاع الوطني ميخائيل كوفال فإن القوات المسلحة الأوكرانية قامت بمحاصرة دونيتسك ولوجانسك لإجبار القوات الشعبية على الاستسلام. كما أعلنت قالت قوات الدفاع الشعبي في شرق أوكرانيا إن الطيران الحربي الأوكراني قصف ضواحي بلدة جورلوفكا الواقعة في اراضي "جمهورية دونيتسك الشعبية". وأكد رئيس المركز الإعلامي ل "الجبهة الجنوبيةالشرقية" لقوات الدفاع الشعبي قسطنطين كنيريك السبت أن قصفا جويا جرى لمنطقة جورلوفكا. وهزت سلسلة من الانفجارات البلدة. كما أكد أن القوات الأوكرانية المرابطة في مدينة سيفيرسك قامت بإطلاق النار على الاحياء السكنية في بلدة ليسيتشانسك، مضيفًا أن بلدة ماريينكا الواقعة في ضواحي مدينة دونيتسك تعرضت لإطلاق النار من جانب الجيش الأوكراني أيضًا.