حاولت جماعة الإخوان أن تعمل بكل قوة، أن تجعل من 3 يوليو حدث تاريخى يضع بصماته على مستقبل الحياة السياسية فى مصر على غرار 3 يوليو الماضى الذى بمقتضاه رحلت الإخوان عن الحكم بإرادة ملايين المصريين التى تمثلت فى ثورة 30 يونيو متناسية أن الشعب هو العمود الفقرى فى أى تحرك سياسى يرسم مستقبل البلاد. حيث استهل صباح يوم اليوم الخميس، الذى يتواكب مع الذكرى الأولى ل 3 يوليو تواجد أمنى كثيف من رجال الجيش والشرطة فى أغلب الميادين على مستوى جميع المحافظات حيث أغلقت قوات الشرطة ميدان النهضة وجميع المداخل المؤدية إلى جامعة القاهرة في الجيزة، بالأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية أمام حركة السير والسيارات، تحسبًا لأعمال العنف من قبل عناصر الإخوان الإرهابية. كما شهد ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر في القاهرة، حالة من الهدوء، وسيولة مرورية أمام حركة السيارات، وكثفت قوات الشرطة من وجودها أمام المسجد ، ودفعت بسيارات مكافحة الشغب ومدرعات الشرطة فيما قامت قوات الجيش، باغلاق المداخل المؤدية لميدان التحرير، بالحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة، وتم نشر الآليات العسكرية بمداخل الميدان تزامنًا مع ذكرى عزل "مرسى". حيث تم وضع مدرعتين على مداخل الميدان من اتجاه شارع محمد محمود وعمر مكرم وطلعت حرب، وباب اللوق وتمركزت 4 آليات عسكرية بالقرب من المتحف المصرى من ناحية ميدان عبد المنعم رياض، وميدان سيمون بوليفار وشهدت منطقة وسط القاهرة وشوارع النيل والتحرير وغيرها، حالة من الشلل المروري، وتكدسًا للسيارات، نتيجة إغلاق قوات الشرطة والجيش جميع مداخل ميدان التحرير أمام حركة السير والسيارات ورغم الجهود الامنية للتصدى لمظاهرات الاخوان شهد القاهرة سلسلة من التفجيرات وكانت البداية بانفجار سيارة ملاكى أمام مستشفى الدفاع الجوى بالاضافة الى نجاح جهود قوات الحماية المدنية فى تفكيك قنبلتين فى نفس المنطقة كما سمع دوى انفجارين واحدة بالقرب من مستشفى المنيرة، والأخرى بالقرب من إحدى نقاط الشرطة بإمبابة واخر بالقرب من سور نادى الزمالك لم يسفر عن شئ و العثور على قنبلة بشارع جماعة الدول العربية استطاع رجال المفرقعات تفكيكها بنجاح كما نظم الاخوان عدد من المسيرات والمظاهرات بدأت بخروج العشرات من طلاب جماعة الاخوان في مظاهرة مفاجئة بالقرب من ميدان رابعة العدوية وحاولوا دخول الميدان غير أن الامن تصدى لهم فى حين تجمع العشرات من أنصار الجماعة فى مسيرة بشارع السودان رافعين علامة رابعة، مما تسببب فى إحداث شلل مرورى بالشارع كما قطع عناصر الإخوان طريق جامعة الدول العربية، حيث قاموا بإشعال الإطارات وسط الطريق غير أن تمكنت قوات الأمن من تفريق المسيرة مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع والطلقات التحذيرية فى الهواء والقت القبض على عدد من أفراد الجماعة كما قطع عناصر جماعة الإخوان "الإرهابية"، شارع الهرم الرئيسى، وذلك بعد انطلاقهم بمسيرة من أحد المساجد بمنطقة المريوطية، مرددين هتافات مناهضة لقيادات الجيش والداخلية مما اسفر عن وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن المتمركزة بشارع الهرم الرئيسى وبين عناصر الجماعة بعد أن قطع عناصر الإخوان الطريق، حيث استخدم الأمن الغاز المسيل للدموع، فيما هاجم عناصر الإخوان بالألعاب النارية والحجارة وأشعل المتظاهرين النيران في سيارة شرطة بالهرم، بعد أن ألقوا عليها زجاجات المولوتوف كما أشعل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية النيران في مركز التنمية الزراعية بالتعاون فى الهرم؛ بعد خروجهم في مسيرات من مناطق متفرقة من شوارع الهرم ومسيرة محدودة بالسيدة زينب . حيث اكد القيادى الاخوانى المنشق الدكتور خالد الزعفرانى فى تصريح خاص لجريدة "التحرير " أن جماعة الاخوان تقتنع بداخلها أن مظاهرات 3 يوليو لن تستطيع عودة الرئيس المعزول لعدة اسباب منها نجاح استحقاقات خارطة الطريق بارادة شعبية واصبحت أمر واقع لا أحد يستطيع أن يزعزعه بالاضافة الى أن هناك افراد داخل الجماعة غير راضية عن مظاهرات الاخوان وما يجلب عنها من اعمال عنف وتخريب تبعد الجماعة عن الشعب الذى اصبح مستاء من التحدى الكبير للجماعة لارادته فى 30 يونيو . الزعفرانى نوه بأن الجماعة لا تهدف من مظاهراتها الضعيفة والغير مؤثرة عودة الرئيس المعزول وانما تريد الضغط على مؤسسة الرئاسة بضرورة اشراكها فى البرلمان القادم باعتباره الفرصة الاخيرة للعودة للمشهد مرة اخرى بالاضافة الى رغبتها الشديدة فى تصدير مشهد للغرب بأن لااستقرار وأمان الا بعودة الاخوان للحياة السياسية خاصة وان اوباما لديه اعتقاد خاطئ بأن الاخوان جماعة معتدلة ويرجع ذلك الى سيطرة الجماعة على مراكز البحث لدى امريكا واصفا اياه كل محاولات الاخوان بأتت بالفشل الذريع لكونها مخالفة لارادة الشعب الذى سعى وبقوة الى استحقاقات خارطة الطريق واصبح رافض لوجود الاخوان حتى ولو تبنى مزيدا من العنف والارهاب وان مؤسسة الرئاسة لا مجال لها الا الانصياع لرغبة المجتمع الرافضة لعودة الاخوان للحياة السياسية . ومن جهته اشار أحمد بان الباحث السياسى " للتحرير " ان الاخوان يريدوا اثبات انهم مازالو متواجدين وقادرين على مواصلة التظاهر رغم هذا الضعف والتفت . واضاف بان أن العمليات الارهابية للجماعة ستستمر وعلى قوات الامن التفاعل والعمل بشكل مستمر لتجنب اى محاولات ارهابية للجماعة مضيفا أن الاخوان ستركز على الاماكن الهامة كما حدث فى تفجير الاتحادية ووزارة الدفاع حتى لو كان التفجير ضعيف لكن مجرد وجودة بجوار مكان حيوى سيكون له تأثير كبير. وقال بان ان الاخوان لا تستطيع التظاهر كثيرا بسبب الضعف الذى يعانوان منه وانهم سيركزوا تظاهراتهم على الاسبوع الاول من شهر يوليو لاحياء ذكرى سقوط مرسى.