أفردت صحف فرنسية عديدة ملفات كاملة ومقالات رأي، عن تطورات الوضع الراهن في العراق بعد نجاح مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في السيطرة على مدن رئيسية في العراق. كرست صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية 7 صفحات في عددها الصادر يومي السبت والأحد، للحالة في العراق تحت عنوان"بن لادن الجديد". واستهلت الصحيفة تعليقها بالقول إن "الغزو الكارثي للعراق أدى إلى صعود داعش التي نذرت نفسها للقضاء على القوات الأمريكية والأحياء الشيعية في العاصمة بغداد". ورأت "ليبراسيون" أن داعش استمدت قوتها من خلال الحرب الأهلية السورية، واتهمت الصحيفة الأوروبيين بأنهم "وبلا خجل" لم يعملوا على كبح جماح هذه الحرب. وتابعت الصحيفة أن كل شيء في هذه القصة "سار على النحو الخاطئ" مشيرة إلى أن الحرب الأهلية السورية ساعدت التنظيم وقائده على الإمساك بزمام الأمور، وأضافت "ليبراسيون" أن قائد هذا التنظيم تمكن من ملء الفراغ الذي خلفه مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. و ناقشت الكاتبة بالصحيفة "ألكسندرا شوارتزبرود"، بعض أبعاد وتداعيات سقوط مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق، ومناطق أخرى واسعة من البلاد في أيدي "داعش"، في حين انهارت دفاعات الجيش العراقي، وترك مواقعه دون مقاومة كبيرة. وذكرت الكاتبة بأن عودة أسماء "الموصل والفلوجة وبغداد "الآن لتصدر عناوين الأخبار يعيد التذكير من جديد بحالة عدم الاستقرار والصراع المزمن الذي ارتمت فيه العراق منذ زمن بعيد. وأضافت الكاتبة بأنه إذا استمرت الأمور بهذه الوتيرة من التردي "لا يستبعد أن تكون الخطوة التالية هي التفاف الأميركيين إلى جانب الأسد لمواجهة الخطر الذي بات يمثله أبوبكر البغدادي" ومنظمته الإرهابية. وتعتبر صحيفة "لوموند" الفرنسية أن "الولاياتالمتحدة صعقها انحلال العراق" وتتساءل عما إذا كانت القوات الأميركية ستضطر إلى العودة إلى العراق بعد سنتين ونصف من انسحابها منه. وتحاول الصحيفة أن تلقي الضوء على رد فعل إدارة الرئيس أوباما على نداء الاستغاثة الذي وجهه له رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مشيرة إلى الانتقادات اللاذعة التي يتعرض لها أوباما بسبب عدم إبقاءه ولو على قوة أميركية رمزية في العراق، وإذا كان قد اختارعدم التدخل في سوريا فان ارتفاع أسعار النفط جراء أحداث العراق قد يرغمه على تغيير موقفه. ولم تحدد صحيفة "لاكروا" ما إذا كان المتمردين الذين استولوا على مدينة الموصل "محاربون سُنة ينتمون إلى داعش"أم"أعضاء قدامى في اجهزة استخبارات صدام حسين" ولكنها تشير إلى أن خطاب هذا الفصيل "له صدى لدى السنة في وسط البلاد". وعنونت صحيفة "لومانيتيه"، عددها لأيام الجمعة والسبت والأحد"الإرث الرهيب لحرب بوش في العراق". وركزت على أن "داعش" لم تكتفِ بدعوة قواتها للزحف إلى بغداد، بل ودعتهم الى التوجه جنوبا نحو المدينتين "الشيعيتين المقدستين" كربلاء والنجف. وتساءلت الصحيفة إن كانت ستنشأ مقاومة لهذا الزحف، وتضيف أنه "بعد مرور 11 عاماً على التدخل الأميركي في العراق، لم يستَعِدِ البلد استقراره، وأصبح متأثراً بكل التوترات الإقليمية"، وهو ما جعل وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، يسخر من "فشل المغامرة الأميركية والبريطانية". فيما قرأت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية الوضع العراقي من زاوية دينية وطائفية، وكتبت عن "الغزو الجهادي المتسارع في شمال العراق". وتحدثت الصحيفة عن "شيعة عراقيين ينتظمون للدفاع عن أنفسهم"، بعد فتوى المرجع الديني علي السيستاني بحمل السلاح. وأضافت أن طهران كانت فاعلة سياسيا واقتصاديا في العراق منذ الاجتياح الأميركي و ذلك بهدف الإبقاء عليه دولة ضعيفة يرأسها شيعة أقوياء، ومخافة إن يعود العراق ويشكل تهديدا لإيران شبيها بالتهديد الذي تمثل بنظام صدام حسين لمدة عقدين من الزمن. فيما نقلت "لوفيجارو" عن وزير خارجية فرنسا السابق "دومينيك دو فيلبان" الذي رفض توريط بلاده باجتياح العراق،تحذيره من حرب أهلية تجتاح الشرق الأوسط و أطرافه من منطقة الساحل حتى أفغانستان أي جميع البلدان التي تدخل الغرب فيها عن طريق بثه ل"حروب الهويات" بدل أن يقضي عليها.