يحلم الإنسان دائماً بأن يتجاوز جسده وقدراته وزمنه.. أن يخترق حاجز الماضي ليري أمامه الحاضر وأن يخترق حاجز الحاضر ويري المستقبل.. أن يتواصل مع الموتي أن يحطم فكرة الموت والفناء ليصبح جزءاً من حياة قادمة وأن يعود إلي حياة سابقة لم يعشها.. السينما تلعب أحياناً علي هذه المستحيلات لأنها ترتبط في واقع الأمر ارتباطاً حميماً بالإنسان حتي ولو كان خيالياً.. من قال إن الخيال لا يشكل جزءاً من واقع الإنسان.. هذه الأفكار التي تبثها مثل هذه الأفلام نجد في داخل كل منا جزءا ما منها قد يبدو ضئيلاً لكن له مساحة وحضور!! أبطال فيلمPUSH الذي أطلقوا عليه اسماً تجارياً «الضغط الخارق» هم من سلالة تنتمي إلي هؤلاء الخوارق كل منهم لديه لمحة ما، منهم من يحرك الأشياء عن بعد مثل بطل الفيلم «كريس إيفانز» ومن يقرأ المستقبل ويستطيع أن يرسم خطوطه العريضة «داكوتا ينج». إنها في طور المراهقة لا يتجاوز عمرها 13 عاماً.. الصراع يدخل في إطار سياسي وهو نظام المؤسسة فأنت لا تستطيع أن تخترق هذا النظام.. غير مسموح للأفراد أصحاب الخوارق المتباينة أن يمارسوا قدراتهم بعيداً عن هذا الإطار المؤسسي والذي يعني أن الغنائم كلها يحصل عليها الزعيم الأكبر ويوزعها كما يحلو له.. المخرج «بول ماكجيجان» يتابع أبطاله بسرد غير تقليدي عليك أن تفك طلاسمه يبدأ بالحرب العالمية الثانية عندما حاول الألمان الوصول إلي هذا الإنسان الخارق.. والمعروف أن النازية كفكر قائم ليس فقط علي نقاء الجنس الآري ولكن أيضاً علي تفرده ولهذا فلقد كان النازي يأمر بإعدام الأطفال المعاقين جسدياً وذهنياً علي اعتبار أنهم سوف يؤثرون علي السلالة القادمة من الألمان.. وكما هزمت القوة النازية في الحرب العالمية وصعدت القوة الأمريكية لتصبح هي زعيمة العالم في أعقاب ذلك بعد أن شاهدنا قوتين عظميين أمريكا والاتحاد السوفيتي - روسيا حالياً - ثم أصبحنا نعيش تحت سيطرة قوة عظمي واحدة فإنه علي أرض الواقع تكرر الأمر، حيث إن أمريكا من خلال العصابة التي تتحكم فيها تريد أن تصبح هي بمثابة المتحكم الوحيد في القوة الخارجية ولا يفلت من اصحاب هذه القوي أحد.. الكل ينبغي أن يصبح تحت السيطرة.. أحداث الفيلم تجري في «هونج كونج»، في السيناريو الذي قدم لهؤلاء الخوارق لاحظنا أنه لا مجال للحديث عن القوة المطلقة التي لا يقهر فيها أحد.. نحن بصدد عدة قوي.. كل إنسان يمتلك قدرة ما وضعفاً ما لا أحد لديه القدرة الكاملة.. كل منهم أيضاً يرتكب بعض الأخطاء برغم امتلاكه لتلك القوي إلا أن هناك هامشا دائماً من الخطأ هو الذي ينسج عليه كاتب السيناريو الحبكة التي يقدمها في هذا الفيلم الخاصة بالسائل القاتل لهؤلاء الخارقين والذي يدور عليه النزاع!! الفيلم يستخدم كل منجزات السينما من المؤثرات البصرية والسمعية علي الشريط وأيضاً التقدم في دور العرض علي المستوي التقني فقد صارت السينما تستحوذ علي الجمهور من خلال قدرتها علي إحالة المتلقي إلي جزء حميم من اللعبة السينمائية ومفردات الشاشة مستغلة أن كلا منا لديه قناعة بأنه يملك تلك القدرات الخاصة إلا أن المخرج لم يستطع أن يحقق ذلك ولم يعد المتفرج جزءا من اللعبة.. خذله السيناريو وخذل هو الجمهور!!