مع أول ايام حكم الرئيس المصري الجديد المشير " عبد الفتاح السيسي " يبقى هناك عدة أسئلة ، تحتاج لاجابة حاسمة من جانبه ، أسئلة تثير قلق الجماهير التى خرجت أو لم لم تخرج الى الصناديق ومن بعدها الى الميادين للاحتفال بفوز المرشح الأكثر حظاً ، أسئلة حددت فيما مضى شكل وفلسفة حكم من سبقوه ، والذي كان منهم من استخدم " محاربة الارهاب " كفزاعة لملأ المعتقلات بكل من يفكر في الوقوف في الصف المعارض لحكمه ، ومنهم من اتخذ فزاعة التمويل والعمالة وسيلة لسحل نشطاء الثورة والتنكيل بهم ، وأتى بعدهم من استخدام فزاعة " الدين والشرعية " للقوى التى ساندته حتى الوصول للحكم ، ليبقى سؤال " ما هي الفزاعة التى سيتخدمها النظام الجديد لاحكام القبضة الأمنية على البلاد " أحد أهم تلك الأسئلة التى تشغل بال العديد بالشارع المصري ، ولا سيما بعد كم الاعتقالات والتعذيب التى تعرض لها نشطاء الثورة خلال الفترة الانتقالية . يقول " أحمد إمام " المتحدث الاعلامي لحزب مصر القوية : " ان دائما الأنظمة القمعية التي لديها عداء لفكرة الديمقراطية , تلجأ دائما في سياساتها إلى فكرة تخوين الآخر, وأي شخص ضد النظام يكون بالضرورة عميل ,وشكل الخيانة يختلف من نظام لآخر لأنهم انظمة ترفض الديمقراطية ,موضحا أن حالة النظام القمعي الموجود الآن يحاول أن ينسي الشعب أنه قام بثورة بل ويشككه فيها ويحاول العودة لما قبل 25 ينايروبالتأكيد هناك حالة من التغيير الجذري منذ الثورة حتى الآن ولا أحد يستطيع أن يعود للوراء والشعب قام بالثورة لأسباب واضحة ولم تتم تنفيذ اهداف الثورة واعادة بعث الثورة موجوده وستكتمل ومستمرة " . وأضاف " إمام " : " أن أزمة الثورة هي عدم وجود بديل وإذا استطعنا تقديم بديل ستكتمل الثورة او ستقوم ثورة جديدة ,مشيرا أن حمدين صباحي لم يكن بديلا مناسبا ,لأنه قبل أن يكون جزء من المسرحية ,ومحاولات إصلاح هذه الإنتخابات أمر ثبت فشله ,ولكن البديل المطلوب بديل جذري ,والانتخابات السابقة لم تكن هزلية لانه كان هناك تعددية ,بالتأكيد كان بها أخطاء ولكنها لم تكن مسرحية " . وبجملة : " ربنا يتوب علينا من الفزاعة واصحابها زهقنا بقى من بياعين الخوف عاوزين حد يبيع شجاعة وجدعنة " ، بدأ الفنان " عمرو واكد " حديثه ، مشيراً الى أنه بعد الثورة توقع الجميع ,أن الشعب لن يتظاهر مرة اخري ,لكن في كل مرة كان المصريون يشعرون فيها بالمعاناة ,كانوا يخرجون بالملايين موضحا أن الشعب عانى من الاخوان معاناة شديدة ونزلوا ضدهم, وإذا جاء من لم يلبي طموحات المواطنين ولم يحاكم من أخطأ سيخرج الشعب ضده. وعبر واكد عن حزنه على كل من يقتل على أيدي الشرطة المصرية وعن رفضه للقمع موضحا أنه لا يصح أن يقتل الشرطي مواطن أعزل يقذفه بطوبه ,أو يقتل حرامي أو مخرب هذا لا يوجد الا في قانون الدول الديكتاتوية فقط المتمسكة بالحكم,مشيرا أنه إذا الشرطة والجيش تركوا السياسة ستتحسن احوال البلاد . أضاف واكد أنه يريد أن يرى إنتخابات لم يتدخل فيها الجيش الذي يؤيد السيسي ,ولماذا لم تقف المؤسسة العسكرية على مسافة واحدة من كل المرشحين ,لأنها من المفترض أن تكون على الحياد ولا تنحاز لمرشح دون الآخر. ويرى الناشط السياسي " مصطفى شوقي " عضو حركة شباب من أجل عدالة وحرية : " أن كل نظام له فزاعته التي يستخدمها بشكل رئيسي حتي يستطيع السيطرة على الشعب ,حيث كان نظام مبارك يستخدم فزاعتين هما الاسلاميين والثانية السلام مع اسرائيل ,وأن له الفضل في أن تعيش البلاد في استقرار ولا توجد حروب ,وبعد مبارك جاء مرسي ,وكانت فزاعته الشريعة وشرع الله وأن القوى المدنية غير مؤمنة بالشرع وهذا كان محور الاستفتاء في 19 مارس ,أما النظام الحالي فزاعته الرئيسية هي الحرب على الارهاب ,حتى يسيطر السيسي على الشعب " . وأضاف " شوقي " : "أن صمت المصريين سيكون بشكل مؤقت مثلما حدث بعد 11 فبراير وبدأ الشعب يهتف الجيش والشعب إيد واحدة ,وكانت هذه هي الفزاعة في ذلك الوقت وبعدها سقطت ,وخرج الشعب يطالب باسقاط العسكر ,وانتفض ايضا المصريين ضد فزاعة مرسي وجماعته ,وخرج المواطنون بالملايين لإسقاطهم ,وحينما يدركون أن النظام الحالي غير قادر على محاربة الارهاب ,ولم يستطع تحقيق مطالب الثورة سيخرج الشعب ضده " . ويقول " اسلام الكتاتني " أحد المنشقين عن جماعة الاخوان المسلمين : " أن الشعب المصري بعد 25 يناير اختلف تماما عن ما قبل وزادت لديه درجة الوعي ,لذلك لن ينخدع الشعب مرة أخرى بأي فزاعة جديدة يختلقها النظام ,والمصريون يعرفون بوعيهم أن البلاد في حالة حرب ضد الاخوان ,وأنه يوجد الكثير من الازمات ,مثل الكهرباء التي تنقطع ,موضحا أن الشعب كان مستفز من انقطاع الكهرباء أثناء فترة حكم مرسي, لكنه الآن صامت بسبب الاوضاع والازمات التي تعاني منها البلاد ,والشعب يعلم تماما أن الاخوان يريدون تخريب الوطن ,وحينما ننتهي من الاخوان نناقش الازمات التي نعاني منها " . وتقول دكتوره " سوسن فايد " أستاذ علم النفس السياسي : " أن حاجز الخوف إنتهى عند المصريين ولا عودة لمشاعر الخوف مرة أخرى ,والمستقبل سيكون مختلف تماما عن الماضي . وأضافت " فايد " : " أن استخدام الفزاعات كان يحدث من قبل ,ولكن وعي الشعب المصري زاد ومن الصعب ممارسة ذلك في المستقبل ,لأنه مع الانفتاح الثقافي وخاصة الإعلام الذي قام بدور مهم جدا من خلال برامج (التوك شو) ,التي أصبحت يوميا وبشكل مستمر ومكثف تقدم جرعة كبيرة من المعلومات ,ورفعت من مستوى الوعي المصري ,وبات الشعب يوميا يشاهد كيف تعيش المجتمعات المتحضرة ,ويريد أن يكون مثلهم ومن حقه ذلك والعالم كله رأى ثورته المتحضره على الاسلاميين " .