وهذا العامَ..حددتْ اليونسكو موضوعًا مُهمًا لاحتفالِها باليومِ العالمىِّ للغةِ العربيَّةِ، وهو: "مجامعُ اللغةِ العربيةِ.. ضرورةٌ أم تَرَفٌ؟ وفى هذا الاحتفال.. تُسلّط المنظمة الأمميَّة الضوءَ على دور مجامع اللغةِ العربيةِ في حمايةِ لغة الضّاد وتعزيز استخدامِها في جميع أرجاءِ العالم.
والمُتابعُ لإنتاج وأداءِ المجامع اللُّغوية في الوطن العربى الكبير بشكلٍ عامٍ يدركُ للوهلةِ الأولى أنًّها تعيشُ في أبراج عاجيةٍ أو جزرٍ مُنعزلة، وتكادُ تكونُ معزولةً تمامًا عن الحياة العامة، وتعانى من حالة من الشيخوخة والعجز قد تتفاقمُ وتصلُ إلى حد الزهايمر
ولعلَّ مَجمعَ اللغةِ العربيةِ في مِصرَ نموذجٌ صارخٌ على تراجُعِ المَجامع اللغوية وغيابِ دورِها المؤثر؛ لا سيما بعدما دخل نفقًا مُظلمًا، لا يُرتجى خروجُه منه في وقتٍ قريبٍ، إثرَ النزاعاتِ المُفتعلةِ التي ضربتْ هدوءَه، وزعزعتْ استقرارَه، فضلًا عن معاناته الواضحة من "الشيخوخة"، على حدِّ وصفِ رئيسه المُعيَّن الدكتور صلاح فضل الذى شدد فى الحواراتِ التى أجريتْ معه مؤخرًا؛ لتسويقه وتبرير وجوده، على أنه ليسَ فى الإمكانِ أبدعُ مما كانَ.