كانت مصر قبل بداية شهر مارس شبه خالية من فيروس كورونا حتى بدأت فى تسجيل الإصابات، والبداية كانت من المدن السياحية الأقصر والغردقة بسبب مخالطة سياح مصابين، وقبل حظر مصر لرحلات الطيران عاد الكثير من المصريين المقيمين بالخارج هربا من رعب كورونا، الذى انتشر فى كل العواصم الأوروبية، وتسببت الهجرة العكسية من أوروبا لمصر التى قام بها المصريون فى انتشار الفيروس فى عمق القرى المصرية. ففى بداية الألفية الجديدة دفعت أكثر من 20 قرية مصرية من مختلف المحافظات شبابها وفلذات أكبادها إلى البحر أملا فى الهروب إلى جنة أوروبا.. موجات متتابعة من الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا بلغت حصيلتها حتى الآن 841 ألف شاب مصرى نصفهم مات غرقا فى البحر المتوسط بحسب إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة 2018، واحتلت مصر المرتبة العاشرة بين الدول التى تشهد سفر المهاجرين غير النظاميين إلى إيطالياوفرنسا، ولفتت الدراسة إلى أنه اتجاه متنامٍ منذ ثورة 2011.
بلقاس وقرية السماحية بالدقهلية والعدوى من حالة قادمة من إيطاليا هذه القرى التى هرب شبابها من مصر إلى أوروبا كانت أولى البؤر التى انتشر منها الفيروس بعد عودتهم لمصر، منهم بلقاس وقرية السماحية بمحافظة الدقهلية، وهى من القرى المعروفة بهجرة شبابها لاوروبا خاصة إيطاليا، وقد سجلت أولى الإصابات بالفيروس فى عمق المحافظات المصرية بعدما عادت جثة أحد أبناء القرية بصحبة زوجته الإيطالية التى كانت مصابة بالفيروس، مما أدى لوفاة حالتين ووضع 300 أسرة تحت الحجر الصحى لمدة 14 يوما. قرية ميت بدر حلاوة بمحافظة الغربية من حالة عائدة من فرنسا وكانت أول الحالات المكتشف إصابتها من محافظة الغربية لمواطن من قرية ميت بدر حلاوة، كان قادما من فرنسا، يوم 12 مارس الماضى، وظهرت عليه أعراض المرض يوم 15 مارس الجارى، ليتم حجزه فى مستشفى صدر المحلة، وثبتت إيجابية، وتم نقله من خلال سيارة إسعاف معقمة إلى مستشفى العزل بالعجمى فى الإسكندرية، كما تم حجز حالة مخالطة ظهرت عليها أعراض الحمى.
كما قرر المهندس أشرف عزت، رئيس مجلس إدارة شركة مصر للغزل والنسيج، منح عمال وموظفى الشركة من أبناء قرية ميت بدر حلاوة التابعة لمركز سمنود إجازة استثنائية 12يوما بأجر كامل بداية من 19مارس الجارى، وحتى يوم 31من الشهر الجارى، وذلك فى إطار خطة الدولة الشاملة لحماية المواطنين من أى تداعيات محتملة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. محافظة أسيوطوميلانو الإيطالية لم يختلف الأمر كثيرا فى محافظة أسيوط والتى بدأت ب7 حالات خالطت مواطنين عائدين من ميلانو الإيطالية، وارتفعت الحالات إلى 14 حالة ايجابية بعد فحص المخالطين، ويعتبر مطار أسيوط من المطارات التى تستقبل رحلات من إيطاليا بسبب هجرة كثير من شبابها إليها. محافظة المنوفية حالة عائدة من العمرة وأخرى من فرنسا والسبب الآخر لنقل العدوى لعمق القرى المصرية العائدين من العمرة وبعض البلدان العربية، ففى محافظة المنوفية أكد الدكتور نصيف الحفناوى، وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، أنه تم نقل 3 حالات لقسم العزل بمستشفى العجمى بعد التأكد من إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، والحالة الأولى لشخص يدعى «محمد . ح»، تم نقله من حميات منوف إلى العجمى بالإسكندرية، والثانية لطبيبة عائدة من العمرة تدعى «إيمان. م» تم نقلها من حميات أشمون إلى مستشفى العجمى، والثالثة لشخص يدعى «سمير . ع . ف» عائد من فرنسا تم نقله من حميات شبين الكوم إلى مستشفى العجمى، وتم فحص المخالطين للحالات؛ للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس. محافظة المنيا 7حالات عائدة من العمرة ومن بين الحالات التى أعلنت عنها الوزارة، 7 حالات من أبناء محافظة المنيا، وتبين من الفحص أن الحالات مقيمة فى 3 قرى بمركز بنى مزار، وارتفعت عدد الإصابات بالمحافظة إلى 16 حالة ايجابية، كما أكدت التحاليل التى أجرتها وزارة الصحة سلبية 11 عينة، تم سحبها من المخالطين لإحدى المصابات بقرية ساقولا بمركز بنى مزار، وأوضحت مديرية الصحة بالمحافظة أن حالات الإصابة السبع بينها 6 سيدات ورجل، وجميعهم من كبار السن العائدين من أداء العمرة.
