الخارجون على الله والدولة.. سر منشورات السلفيين المخالفة لدار الإفتاء في «الزكاة»

مع حلول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، بدأ السلفيين ينتشرون في المساجد والزوايا كعاداتهم لمحاولة إقناع المواطنين بأفكارهم، ونشر منشورات وإعلانات عن قضايا دينية، وهو الأمر الذي دائما ما يثير جدلا واسعا.

رغم مواجهة وزارة الأوقاف، لمحاولات قيادات السلفيين اعتلاء المنابر في خطب الجمعة دون الحصول على التراخيص، وتمكن الوزارة بشكل كبير من مواجهة هذه الظاهرة، بدأ التيار السلفي اتخاذ طريق أخر للعودة من جديد لأنشطته للانتشار بين أنصارهم في المساجد ولكن هذه المرة عبر المنشورات.
منشورات السلفيين
ومع اقتراب نهاية شهر رمضان بدأ التيار السلفي، تعليق منشورات في عدد من المساجد تضمن الحد الأدنى من زكاة الفطر، وهذه المنشورات التي تتضمن أحكام حول زكاة الفطر خالفت فيها دار الإفتاء التي حددت الحد الأدنى لزكاة الفطر.


ووفقا لما تتضمنه منشورات التيار السلفي حول الحد الأدنى لزكاة الفطر، فإنه قال إن الواجب عن كل شخص صاع من: «تمر أو زبيب أو أقط.. أو غير ذلك» مما يقوم بمقامه كالأرز والذرة والفول والعدس ونحوها مما يعتبر قونا.
مخالفة دار الإفتاء
ووفقا للحد الأدنى الذي ذكره السلفيين في منشوراتهم فإنه بدأ ب(20 جنيها) بوزن صاع من الأرز، رغم ما ذكرته دار الإفتاء بأن الحد الأدنى لزكاة الفطر عن كل شخص (13 جنيها)، ففي (19 مايو) الماضي، أعلن مجمع البحوث الإسلامية، أن مقدار زكاة الفطر لهذا العام (1439ه /2018)، يبلغ (13 جنيهًا) كحد أدنى للفرد الواحد.

وأعلن المجمع أن تحديد الحد الأدنى تم الاتفاق على تقدير هذه القيمة بالتنسيق مع دار الإفتاء المصرية، موضحا في ذات التوقيت مقدار زكاة الفطر هو صاع من غالب قوت البلد، ولا يجزئ إخراج أقل من ذلك، وإذا كان غالب قوت أهل مصر هو القمح أو الدقيق، فإن زكاة الفطر تعدل 2.5 كيلو جرام من الحبوب عن كل فرد، وفقًا لأقل أنواع الحبوب في السعر، وهو القمح، ومن زاد عن ذلك يثاب المؤمن عليه.

منشورات الدعوة السلفية عن زكاة الفطر، لم تتضمن جواز إخراجها بالمال، وهو ما يتنافى مع ما ذكرته دار الإفتاء بأنه يجوز إخراج زكاة الفطر بقيمة تيسيرا على المسلمين.
داعية أزهري يهاجم السلفيين
في هذا السياق، شن الشيخ أحمد البهي، الداعية الأزهري، والإمام بوزارة الأوقاف، هجوما عنيفا على التيار السلفي، مشيرا إلى أن المنشورات التي نشرها التيار السلفي في المساجد حول الأدنى لزكاة الفطر يخالف دار الإفتاء.


وتسائل الداعية الأزهري: «بأي صفة يقوم التيار السلفي بنشر هذه المنشورات والإعلانات في بعض المساجد والشوارع والزوايا، ليقومون بتحديد قيمة زكاة الفطر، بل إن ما حددوه يخالف الحد الأدنى الذي حدده مجمع البحوث الإسلامية ودار الإفتاء».

وتابع الداعية الأزهري: «التيار السلفي لم يكتف بهذا فقط بل أيضا أعلن عن قبوله لأموال الزكاة لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين»، متسائلا: «فبأي صفة يقومون بهذا الأمر؟».