أول ما تطالع «أم فلان وصديقة» ستتراءى لك خيالات مربكة لأضواء حمراء خافتة وسحب دخان أزرق تحسبها مقالة للفرفشة وللحكى عن مغامرات ما قبل الزواج وخلفة العيال وستوجه بوصلة عقلك إبرتها صوب المغرب «شمال يعنى».. الأمر ليس كما تتخيل أم شهد من قطعية الحريم اللى بيتقال عليهم ست بميت راجل مأصلة ومجدع ومقصد الكل كبير وصغير وفوق كل هذا.. هى وتد المنطقة وكبيرتها التى لا ترد لها كلمة أما عن حكاية صديقة البيئة!! فليس لأنها تقلل انبعاث ثانى أكسيد الكربون ولا لأنها تعمل على تقليص مخاطر الاحتباس الحرارى التوصيف أطلقه عقلاء الحى لعلة حلمها وبساطتها مع السفهاء والمشردين ومن لا أصل لهم.. وكل من يطلق عليه.. إنسان بيئة وكثيرا ما تشتبك معهم فى عراكات لفظية رغم أياديها البيضاء وسابقة خيرها الذى طال الكل من يومين كان فى ملاسنة بينها وبين -الحرشة- بكسر الحاء اسمها سنية بقطر.. أهلها بدو رحل.. استقر بهم المقام فى الحارة من زمن وفى كونيتها قولان الأول.. سعيها وبإصرار على مخالطة أكابر القوم وفتوات المنطقة بشكل يوحى من حرصها على ملاحقتهم أنها تتحرش بهم الثانى.. نظرًا لقصرها ودمامة خلقتها تعتبر وجبة جافة لتحريش معدة المتخمين بكل ما هو سمين الحرشة.. قاعدة على خميرة جامدة.. وايديها مليانة دهب تقولش السما أمطرت لها بنكنوت ودهب.. لكن تعمل إيه الماشطة فى الوش العكر أغراها حلم أم شهد وقربها من الفتوات فحاولت خلق أوضاع جديدة فى الحارة مستندة على أن الأبيحة ست جيرانها فسعت إلى جر شكل أم شهد لتوهم الحارة بأن الرؤوس تساوت وأن الكلمة العليا للذهب وبريقه وصل لمسامع شهد خبر ما قاله عيل سيس من ولاد الحرشة عن الكبيرة وكانت ليلة غبرا : ميييين يا حارة ويس.. اااااللى بيجيب سيرة أم شهد وعيالها مين اللى بنالكم بيوت.. بعد ما كنتم ساكنى عشش وخيام ياحااارا بخلاف صوت شهد.. لو رميت إبرة تسمع رنتها.. صمت مطبق ولا حتى صوت صريخ ابن يومين ولاد أم شهد اتلموا على صوت أختهم فيما كانت تتابع الكبيرة بدموع تحجرت فى مآقيها على حالها وحال ولادها.