قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن بحر المانش لم يعد الفاصل الوحيد لبريطانيا عن باقى دول الاتحاد الأوروبى، فهناك عقود من الخلافات السياسية والتاريخية تكمن وراء موقف بريطانيا المختلف منذ عقود من الاتحاد الأوروبى. ويصوت البريطانيون اليوم، الخميس، على ما إذا كانت بلادهم ستستمر فى عضويتها فى الكتلة الأوروبية، والتى بدأت قبل 43 عاما، وهو أول تصويت من نوعه تجريه دولة عضو فى الاتحاد منذ بدايته. وكانت بريطانيا دائما أقل حماسا للكتلة مقارنة بالدول الأعضاء الأخرى البالغ عددهم 27 دولة. فتاريخ بريطانيا، وما يحيط بها من بحار، ساعد على عزلها عن بعض الاضطرابات السياسية والعسكرية التى دفعت دول أخرى من ألمانيا إلى بولندا لاحتضان الاتحاد. كما أن قوتها البحرية التى استمرت لعقود ساعدتها على أن تنظر لأبعد من أوروبا من أجل التجارة والنفوذ، وهو ما أدى إلى إنشاء إمبراطورية امتدت فى جميع أنحاء العالم. وهذا الإحساس بأنها جزء من أوروبا يشير إلى أن حتى لو قررت بريطانيا البقاء، فإنها لن تنهى وضعها المحرج، وستظل البلاد على الأرجح تصارع القارة الأوروبية. ونقلت وول ستريت جورنال عن جيمس إليسون الخبير فى الشئون الدولية بجامعة الملكة مارى فى لندن قوله، إنها بالنسبة لدولة تعرف نفسها بماضيها المستقل، ظل هناك قطبين وطنيين حول أوروبا وليس من المرجح أن ينتهيا. وكان رجال الدولة البريطانيين من بين أول من تحدث عن اتحاد يضم الدول الأوروبية، حيث دعا رئيس وزراء بريطانيا الأسبق وينستون تشرتشل إلى "أمركة" لأوروبا فى أعقاب الحرب العالمية الثانية. لكن بريطانيا انضمت للاتحاد الأوروبى فى عام 2973، بعد ما يقرب من 25 عاما من بدايته، ودخلته فى الوقت الذى تلاشت فيه إمبراطوريتها وتخلفت اقتصادها وراء الدول الأخرى. وبالنسبة لكثير من البريطانيين، فإن الأساس المنطقى للانضمام للاتحاد كان تشكيل مجموعة تجارية فى حين أن العديد من دول الجوار الأوروبية كان لديها دوافع تتلق باعتبارات الأمن والسياسة. ويقول كارليس كازاجانا السفير الأسبانى السابق لدى بريطانيا، إن الاتحاد كان بالنسبة لألمانيا وفرنسا يعنى السلام بعد الحرب، وبالنسبة لأسبانيا والبرتغال كان يعنى الديمقراطية بعد الفاشية، وبالنسبة لدول شرق أوروبا كان يعنى الأمن من روسيا والازدهار.