تجمع قطر للعام الثالث على التوالي المئات من أبرز الشخصيات الرياضية والمسؤولين التنفيذيين وقادة الرأي من كل الدنيا خلال الفترة بين الثالث والخامس من نوفمبر الجاري فيما بات يعرف بمنتدى الدوحة الرياضي العالمي "دوحة جولز" وهو واحد من أكبر الحلقات النقاشية الرياضية في العالم. وتستضيف نسخة هذا العام نحو 150 متحدثا بينهم عشرات الأساطير في العاب القوى وكرة القدم والتنس والملاكمة ورياضة الدراجات وخبراء في الطب الرياضي والنفسي ورؤساء شركات عملاقة متعددة الجنسيات ورؤساء اتحادات رياضية واولمبية ووزراء شباب ورياضة. وسيعرض كل هؤلاء خلال المؤتمر الذي سيفتتحه الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء في اكاديمية اسباير افكارهم وتجاربهم وخبراتهم أمام نحو 1500 مشارك من 70 دولة للوصول الى افضل الحلول والابتكارات في المجال الرياضي وبحضور 400 من طلاب المدارس الثانوية والجامعات العالمية. وقال الشيخ فيصل بن مبارك آل ثاني المدير التنفيذي لمنتدى الدوحة الرياضي لرويترز "مؤسسة منتدى الدوحة الرياضي الدولي ولكونها منبرا فكريا عالميا لصوغ المبادرات والحلول الرياضية تحرص كل عام على دعوة قائمة جديدة من الزعماء والسياسيين والأبطال الرياضيين ورجال الأعمال والطلاب من مختلف المدارس والجامعات مما يسمح لها بالاطلاع على آراء متنوعة واختبار أفكار حديثة من أجل احداث تغيير إيجابي على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي عبر المبادرات الرياضية." واضاف "هناك أربع غايات يسعى المنتدى إلى تجسيدها منها اشراك الشباب والابتكار والإبداع وتعزيز ثقة المشاركين في الحلول الرياضية وابراز دور الرياضة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا على وجه الخصوص حيث تتكرر هذه الغايات الأربع في محاور أجندة المنتدى وفي كلمات ومداخلات المتحدثين الرسميين." وتابع "كما سيتم الاصغاء إلى آراء الشباب في الجلسات كما أن ورشات العمل التي تهدف إلى اطلاق وانتاج المبادرات تعد من صميم مرتكزات منتدى الدوحة الرياضي." ومن أبرز الموضوعات خلال المؤتمر نقاش بعنوان "معنى الرياضة" حيث يتناول مدى تأثيرها اجتماعيا واقتصاديا ومعنويا وسيجمع النقاش حول هذه القضية الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني الأمين العام للجنة الأولمبية القطرية وسيباستيان كو البطل الاولمبي السابق ورئيس اللجنة المنظمة لاولمبياد لندن 2012 ونائب رئيس الاتحاد الدولى لالعاب القوى اضافة الى مسؤولين بارزين آخرين بينهم المستشار الخاص للامين العام للامم المتحدة. وهناك أيضا حلقة "الرياضة من أجل الجماهير" والتي تتناول الجوانب المختلفة للفعاليات مثل سباقات الماراثون ورياضة الثلاثي وكيفية استغلالها للمساعدة في بناء ثقافة رياضية وزيادة الوعي محليا واقليميا بأهمية الرياضة. كما ستطرح قضية "الاخلاق في الرياضة العالمية" نظرا لما تنطوي عليه الرياضة من قوة في الأداء الجسدي ورغبة جامحة في الفوز وكثيرا ما يتراجع العامل الأخلاقي. وواجهت العديد من الألعاب الرياضية فضائح تلاعب بنتائج مباريات والاستخدام غير المشروع للعقاقير المحظورة والتمثيل الكاذب لتخطي العقوبات اضافة الى أشكال أخرى من السلوك غير الأخلاقي ما أثر على مفهوم الروح الرياضية والمنافسة الشريفة وسط أموال طائلة تضخ في هذا المجال. كما يتناول المنتدى بعض الأزمات المرتبطة برياضات بعينها مثل الدراجات التي تعاني من تفشي تعاطي المنشطات والعاقير المحظورة المحسنة للاداء اضافة الى مناقشة مبادرات تسعى لاستخدام الرياضة كأداة لتحسين المجتمعات والارتقاء بها. ويدرس المؤتمر أيضا كيف يمكن للرعاية الرياضية أن تعمل بشكل جيد مع برامج المسؤولية المجتمعية للشركات وهل يؤثر الدور الاجتماعي للرعاية الرياضية ايجابا في قيمة العلامة التجارية للشركات الراعية. ويتناول أحد المحاور كذلك دور الرياضة فى ازالة الحواجز في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة وكيف يمكن للرياضة أن تلعب دورا قويا بشكل خاص في تعزيز الاحتواء وفتح أبواب الاندماج المجتمعي.