هل تعلم أن أطول شارع يحتوى على آثار فى العالم يوجد فى مصر؟ وأن الشاعر جلال الدين الرومى هو مؤسس الرقصة المولوية؟ وأن الشيخ السادات قائد المقاومة الشعبية أثناء الاحتلال الفرنسى يقع بيته بالحلمية الجديدة بالسيدة زينب؟ كل هذه المعلومات حصلنا عليها من خلال جولة أثرية نظمتها إدارة الوعى الأثرى بمنطقة الجمالية التابعة لوزارة الآثار، بمصاحبة مجموعة من الشباب والأطفال وربات البيوت والمسنين، الذين يلتقون كل أسبوع لزيارة معلم جديد مختلف. الجولة التى بدأت من مدرسة السلطان حسن بمنطقة الخليفة بجنوب القاهرة كانت برعاية رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية الدكتور محمد عبداللطيف، ورافقها مفتشو آثار ومصورون متطوعون وهواة، وتضمنت زيارة أماكن لم تفتح بعد للجمهور بسبب عدم انتهاء عمليات الترميم، مما أضاف بعض الإثارة والشغف. أول محطة كانت سبيل السلطان (قايتباى) بشارع الصليبة من ميدان القلعة، وشرح مدير إدارة الوعى الأثرى بمنطقة الجمالية محمد خليل، أنه أول سبيل منفصل يعلوه كتاب فى عمارة مصر الإسلامية، ويتكون من ثلاثة مستويات. الأول تحت سطح الأرض، ويحتوى على صهريج كان يملأ سنويا بالماء بعد تنظيفه وتطهيره. والثانى عبارة عن حجرة بها لوح رخام يصب عليه الماء ويبرد ثم يجمع فى أحواض أسفل شباك حديدى يطل على الشارع بما يسمح بالتهوية وتقديم المياه. والثالث يتكون من طابق علوى يحتوى على كتاب لتحفيظ القرآن الكريم، وتحول حاليا إلى مكتبة. والمحطة الثانية كانت مسجد وخانقاة الأمير (سيف الدين شيخون)، أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون، والذى اشتد نفوذه وكثرت أمواله حتى صارت مثل أمواج البحر، ودفن فى الخانقاة التى بناها فى مواجهة مسجد يحمل نفس اسمه سنة 1355م، والخانقاة تحتوى على صحن واسع ومحراب ومنبر ووسطه الميضأة، وخصص لرعاية الجماعة الصوفية فى مصر. وبعدها تحركت المجموعة إلى مسرح الدراويش ويقع داخل مدرسة قبة «سنقر السعدى» بشارع السيوفية بمنطقة الحلمية، أطول شارع يحتوى على آثار فى العالم. وأوضح مفتش آثار التكية المولوية «صلاح رمضان» للشروق أن المعهد الثقافى الإيطالى بالقاهرة انتهى من ترميمه مع مركز تسجيل الآثار الإسلامية، ويعتبر الأثر الوحيد من نوعه فى مصر، لكنه لم يفتح للجمهور بعد انتظار للموافقات الرسمية، مضيفا « أن الطريقة المولوية تشتهر بالرقص الدائرى عكس عقارب الساعة لمدة ساعات طويلة، فى حلقات ذكر ترتقى فيها نفوسهم إلى مرتبة الصفاء الروحى بعيدا عن العالم المادى، حيث الوجود الإلهى كما يرون». وكانت المحطة الأخيرة بيت شيخ المقاومة (محمد السادات) الذى يعد أحد أساتذة الأزهر، وترَأس اللجنة الثورية ضد الفرنسيين أواخر القرن الثامن عشر، وتم بناؤه عام 1168ه /1754م، ويتميز بمشربياته الرائعة وفنائه الواسع المزخرف بالرخام، وسقفه الملون. وشرح مفتشو الآثار قصة حياة السادات قائلين «إنها كانت مليئة بالآلام، فقد فرض الفرنسيون عليه الإقامة الجبرية أولا، ثم سجنوه عدة مرات فى سجن القلعة، وعذبوه أمام زوجته بلا رحمة.