تسبب الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة بمحافظة الأقصر، إلى عزوف ما تبقى من السياح فى فصل الصيف عن زيارة المعابد، والمقابر واللجوء إلى حمامات السباحة والغرف المكيفة داخل الفنادق، مما أدى إلى تحول المقابر الأثرية والمعابد الشهيرة إلى ما يشبه مدن الأشباح لعدم زيارتها نهائيا. وقال أحد الخفراء العاملين بمعبد مدينة هابو غرب الأقصر، إننا "نحن الصعايدة نتلمس ظلال أعمدة المعبد وجدرانها هربا من الحر القاتل ولهيب الشمس الشديد، ولا يأتى لزيارتنا الكثير وفى بعض الأيام لا يأتى لنا سوى سياح مصريين لا نعدهم على أصابع اليد". وتابع، "نحن أبناء الصعيد تعودنا على الارتفاع فى درجة الحرارة لا نستطيع تحمل لهيب الشمس هذه الأيام فكيف بالسائح الأوربي القادم من بلاد تتمتع بدرجة حرارة باردة لا تتجاوز فى الصيف ال 36 درجة مئوية، وأنا أعتقد أن درجة الحرارة هذه الأيام فى المعابد والمناطق الأثرية زادت على الخمسون درجة". واشتكى أصحاب البازارات السياحية ومصانع الألباستر من قلة أعداد الزائرين للمعابد، مما أثر على دخولهم التي تعتمد على هؤلاء. وطالب الطيب أبو العريان، أحد أصحاب مصانع الألباستر المجاورة لمعبد حتشبسوت بضرورة تحرك الحكومة ووزير السياحة لمحاولة إيجاد حل لأبناء الأقصر الذين يحتضرون بسبب توقف الأرزاق ونضوب وعاء صناعة السياحة بسبب الأحداث السياسية ودرجة الحرارة القاتلة. وتابع " يجب التفكير مجددا فى مشروع فتح المعابد والمقابر ليلا حتى نصبح الأقصر مقصدا سياحيا فى الشتاء والصيف، وليس فى الشتاء فقط كما نطالب وزير السياحة بضرورة الالتفات للأقصر التي بها ثلث أثار العالم والاهتمام بأهلها الذين لا يعرفون حرفة سواها. وأكد ثروت عجمي، رئيس غرفة شركات السفر والسياحة بجنوب الصعيد، أن لهيب الحر وسياسات الحكومة المتخبطة بالشأن السياحي أدى إلى عزوف السياح عن محافظتي الأقصر وأسوان، مؤكدا تحول الفنادق الثابتة والعائمة إلى خرابات تسكنها الفئران والخفافيش، وأن الحكومة أخطأت عندما أتت بخالد رامي وزيرا للسياحة فهو "نايم"ولا يهتم بالأقصر ولا السياحة. وتساءل "هل يعقل آلا يزور وزير السياحة الأقصر إلا مرة واحدة فى كارثة تفجيرات الكرنك". وقال، إن "مبادرة الحكومة بزيارة المصريين للأقصر فى فصل الصيف كلام فاضي فهل سيترك المصريين الشواطئ ومارينا ليأتوا ليتفحموا من شدة درجة الحرارة فى الأقصر مثلا فالكلام والمبادرات لا تأتى ثمارها والنتيجة لتخبط الحكومات المتعاقبة أدى إلى خلو الأقصر من السياح واتجاه معظم الفنادق الكبرى الخمسة نجوم إلى خيار الغلق رافعين شعار قفل الدكان ولا بيع الخسارة ". وأوضح، أن فندق إيزيس العالمي سوف يغلق فى القريب العاجل وفنادق أخرى، كما أن نسبة إشغال الموفنبيك، وجولى فيل، وشتيجنبرجر، وصلت إلى 2% مما يهدد بغلقها قريبا لتضيع السياحة تماما من الأقصر ويتجه العاملين بالحقل السياحة إلى السرقة والتسول، وما شابه ذلك.