خلايا متطرفة نائمة فى إدارات بعض المؤسسات الدينية ولابد من قرار سيادى لإزالتها جميع المساجد لابد أن تخضع لإدارة الأزهر وتفعيل مواد الدستور الخاصة بحماية الفكر الإسلامى الثورة الدينية تغيير شامل للنفس وتهذيبها قال الشيخ جابر قاسم؛ وكيل المشيخة الصوفية بالإسكندرية، إن مفهوم أزمة الخطاب الدينى ترجع لفكر جماعة الإخوان التى استهانت بها الدولة طيلة 85 عاما. ودعا خلال حوار ل«الشروق»، إلى أن يكون تجديد الخطاب الدينى قائما على تغيير النفس وتهذيبها. وإلى نص الحوار: •• ما هى رؤيتك لواقع الخطاب الدينى؟ تغيرت الأمور فصار ما يظهر من المسلمين يخالف ما يدعو إليه دينهم، ولم يكونوا فى هذا الزمان على صورة الاستقامة وقوة الإيمان واستشعار العزة والفتوة، بل خنعوا وهانوا فى أنفسهم، ورضوا بالأمور القائمة التى حلها الهوى وأفسدتها الشهوة وظهر الإلحاد ومن شككوا فى الحقائق الإسلامية. والدولة استهانت بالذين أفسدوا المجتمع الإسلامى المصرى طوال أكثر من 85 سنة، ببث الأفكار الخاطئة والمنحرفة والمتطرفة من أصحاب الفكر الوهابى، مدعين السلفية على أنهم أصحاب الدعوة الوهابية الإسلامية، وهى حركة فكرية سلفية ترى رأى الإمام أحمد بن حنبل، فى ضرورة أن تكون الخلافة فى قبيلة قريش وحدها. والإخوان المسلمون هى الجماعة الأم لكل الجماعات التكفيرية والجهادية والدعوة السلفية، وهى الحاضنة لفكر التكفير والجهاد، وكانت المنابر الدعوية بالمساجد والزوايا والجمعيات الأهلية، سواء بمساجد أو مراكز أرض خصبة لهذه الأفكار التى نهشت عقول شباب مصر، بعد انتشار كتب أبو الأعلى المودودى، وسيد قطب، وباعتبار المجتمع جاهليا، طالب «بالحاكمية» التى تسند الحاكمية للبشر فى صورة إعطائهم حق وضع التصورات والقيم والشرائع والقوانين. •• أسباب أزمة الخطاب الدينى فى مصر؟ ترجع لقيام حسن البنا؛ مؤسس جماعة الإخوان، بتبنى الأفكار الخاطئة، وقال فى مؤتمره الخامس «إن الذين يظنون أن تعاليم الإسلام إنما تتناول الناحية العبادية والروحية دون غيرها من النواحى مخطئون فى هذا الظن، فالإسلام عبادة وقيادة، دين دولة، روحانية وعمل وصلاة وجهاد وطاعة وحكم و«مصحف وسيف لا ينفك واحد من هذين عن الآخر». حيث طرأت فى سبعينيات القرن العشرين أفكار التكفير والجهاد من عبدالسلام فرج، قائد تنظيم الجهاد فى كتابه «الفريضة الغائبة» وكانت إحدى نتائجه اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، والذى أكد على أن القتال فى هذا العصر فرض على كل مسلم ضد المجتمعات والحكام الذين يدَعون الإسلام دون أن يطبقوه تطبيقا كاملا، وهذه الأفكار المتطرفة تطبق الآن. هذا الموروث الخطير فى الفكر والعقيدة تأصل فى المجتمع والمؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف، والذى غٌلت أيديه وانفصلت عن سهام نشر الدعوة الإسلامية الوسطية وتوجيه المجتمع إلى ما يحفظ عليه وحدته، حيث لازالت الخلايا النائمة من أرباب وعملاء هذا الموروث فى إدارات المؤسسات الدينية التى خلقت أزمة لابد من إيجاد حل سريع بقرارات سيادية. •• كيف نبدأ فى تجديد الخطاب الدينى، وما هى الثوابت التى لا يمكن إغفالها؟ نعود أولا لنص المادة الثانية والسابعة من الدستور، اللتان تحدثتا عن دين الدولة وهو الإسلام ومبادئ الشريعة كمصدر رئيسى للتشريع، والأخرى الخاصة بمؤسسة الأزهر الشريف كمرجع أساسى فى العلوم الدينية. أما بالنسبة للثوابت، فنطالب شيخ الأزهر الشريف ومؤسساته وعلمائه وشيوخه بوضع رؤية لتجديد الدعوة الإسلامية بثوابت أزهرية لوسطية الإسلام، مع إضافة نموذج جديد للدعوة، هو تعميم المراكز الثقافية الإسلامية، بحيث تضم معهدا ومسجدا وناديا وعرضها على رئيس الجمهورية، لاعتمادها بقرار جمهورى. •• ما هى آليات تجديد الخطاب الدينى؟ لابد أن تكون أساليب الدعوة موائمة لحال العصر من أساليب الدعاية، وتكون هذه تحت مراقبة وإشراف الأزهر ومؤسساته، وتكون مادة الدعوة مكونة من العقيدة الإسلامية وهى عقيدة الوحدانية وبيانها من القرآن الكريم، والرسالة المحمدية جزء من العقيدة الإسلامية، وتؤخذ معانى الرسالة من القرآن، ففيه علم الدين والأدلة والموعظة الحسنة. وثانيا السنة، تختار لهم أحاديث تبث روح التقوى فى القلوب وينبه إلى مواضع العبرة فى سيرة الرسول «عليه الصلاة والسلام»، وينبه على النواحى التى تدل الصدق والأمانة والخلق الكريم، مع بيان الأهداف الإسلامية فى الكرامة الإنسانية والعدالة فى الحكم بين الناس والعدالة الاجتماعية والدولية. •• دور المؤسسات الدينية فى القضاء على الفكر المتطرف؟ لابد أن تكون جميع المساجد والزوايا والمراكز الدعوية والجمعيات الأهلية والمعاهد الأزهرية والجامعات الإسلامية تحت إدارة الأزهر مباشرة، بحيث تتكون الجماعة من العلماء والدعاة المتخصصين فى التفسير والفقه والحديث واللغة العربية، وتكوين إدارات للمتابعة لها سلطات قضائية للإشراف على تجديد الخطاب الدينى، مع تفعيل المواد الدستورية، للحفاظ على البلاد وحصن الدعوة من براثن الفكر المتطرف. •• ما هى أسباب عدم التنسيق بين المؤسسات الدينية؟ كثرة وتعدد القوانين المنظمة للمؤسسات الدينية، وتعدد الصلاحيات لكل مؤسسة دون مرجعية كبرى كالأزهر الشريف، وكثرة مراكز ومؤسسات المجتمع المدنى التى تعمل فى حقل الثقافة الدينية والدعوية، والتى تقوم بتخريج دعاة ينتمون إلى الفكر المتطرف الوهابى وليس لها رقابة وإدارة خاضعة للمسألة القانونية، وظهور القنوات الفضائية الدينية، لذا نناشد رئاسة الجمهورية بإخضاع هذه المؤسسات للأزهر الشريف. •• ما هو مفهومك للثورة الدينية؟ الإصلاح كتغيير شامل وجذرى وعميق للنفس الإنسانية، والخطاب الدينى قائم على تغيير النفس لتربيتها وتهذيبها وتقوية اتصالها بالله تعالى، ويحتاج إليها كل داعٍ ومصلح دينى، وملازمة رجل ممتلئ بنور الحكمة وله قوة نفسية وفيه خلق حكيم وقلب سليم مما يهذب الشباب. فى تجديد الخطاب.. هل من الضرورى مسايرة التطورات الحاصلة على الأرض؟ الصوفية ابتداء وانتهاء حملت هم الدعوة الإسلامية بالصفوة المختارة منهم التى صفت نفوسها وربت مريديهم وتلاميذهم على الخير والعمل الصالح، وكانت ولا زالت الدعوة الصوفية تقوم على نشر الأخلاق الإسلامية، والتسامح مع النفس والآخرين، والرفق فى المعاملة، ومجالس الوعظ والدروس التى تتعلق بالقلب وتطهيره وتربية المحبة فيه، ومصر فى احتياج للدعوة الإسلامية الصوفية. ونحن لسنا مع المسايرة الكاملة للتطورات، ولكن علينا تغيير أنفسنا بالتخلى عن كل مذموم والتحلى بالأخلاق الطيبة الكريمة.