مع بداية البلوغ ووصولا لأعتاب سن المراهقة تظهر العديد من الأعراض وتطرأ الكثير من التغيرات الفسيولوجية والنفسية على الأبناء. يصاب المراهقون قبل سن العشرين بتقلبات مزاجية حادة ويتعرضون لمشكلات سلوكية تدق جرس الإنذار فى كل بيت: ابنك فى مرحلة الاكتئاب. لم يصل أى من العلماء حتى الآن للمفهوم الأساسى لكلمة اكتئاب المراهقين والأطفال وإن كان التعبير الأكثر شيوعا يصاحب فكرة عدم النضج النفسى. ولعل من اكبر مرادفات الاكتئاب فى مفهومنا المعارضة الشديدة للسلطة سواء فى البيت او فى المدرسة.. ومشكلات التغذية والأرق وصولا الى الإجرام. قد اثبتت الأبحاث ان 1%من اطفالنا يصاب بالاكتئاب مقابل 5%من المراهقين وهى نسبة لايمكن اهمالها وتتساوى الإصابة بين البنات والأولاد قبل سن البلوغ ولكن يلاحظ زيادة نسبة الإصابة بين الفتيات عنها بين الفتيان بنسبة 2:1 فى سن المراهقة..ربما لحرص البنات على رأى الآخرين فيها خاصة مع ظهور التغيرات الجسمانية بشكل واضح لديها عنه لدى الفتيان. كذلك انخفاض تقديرها لذاتها ولقدرتها على التعبير عما يجول بخاطرها وما تشعر به من اكتئاب. أهم اسباب الاكتئاب لدى المراهقين: 1 الأسرة: فمشكلات الانفصال او الخلافات العائلية بين الأبوين وزيادة حدتها يساعد على نمو الإحساس بالاكتئاب. كذلك كان لتفضيل بعض الأبوين لطفل دون غيره ايضا اثره فى اصابة الأكثر حساسية بالاكتئاب والشعور بالوحدة. 2 الوراثة: اثبتت التجارب ان الاطفال المكتئبين اكثر عرضة للإصابة بالمشكلات النفسية من غيرهم بمعدل 3 مرات خاصة فيما يتعلق بإضطرابات الحالة المزاجية عند البلوغ. كما ان 40%من ابناء المكتئبين يلجأون لاستشارة طبيب نفسى عند سن المراهقة. 3 افتقاد الثقة بالنفس: قد يكون بسبب تعرض الطفل للوم الزائد مما يجعله يشعر بعدم الرغبة فى الاندماج مع باقى افراد المجتمع. كما ان المقارنة التى يقوم بها الوالدان بين الأبناء قد تفقد احدهم ثقته بنفسه وتجعله اكثر انطوائية. 4 فقدان شخص عزيز: عندما يفقد المراهق شخصية عزيزة على نفسه كأجداده مثلا او مدرس الفصل الذى يحبه او احد الأبوين يبدأ فى فقد الإحساس بالأمان ويجد ان الحياة لا تستحق ان نعيشها. 5 التغيرات الفسيولوجية: قد يشعر المراهق بعدم الرضا عن التغيرات التى تطرأ على شكله وهى الحالة الأكثر وضوحا لدى الفتيات لرغبتهن الدائمة فى الوصول للجمال ولاهتمامهن برأى الآخرين فى مظهرهن. 6-العلاقة بالزملاء: سخرية الزملاء من المظهر او السلوك الخاص بالمراهق يزعزع ثقته بنفسه ويجعله شخصا انطوائيا لا يريد الاندماج مع غيره وبالتالى يصاب بالاكتئاب. أعراض الاكتئاب: 1 تغيرات فى النمط الغذائى: عادة ما يفقد الصغار المصابون بالاكتئاب شهيتهم للطعام.. اما المراهقون فيكونون اكثر شراهة ونهما وقد يصابون بأمراض التغذية كالأنوركسيا والبوليميا. 2 صعوبات النوم: يتعرض المصابون بالاكتئاب لمشكلات النوم سواء بعدم القدرة على النوم أو الاصابة بالأرق مما ينتج عنه شعور دائم بالإجهاد. بينما يصاب البعض بالرغبة الدائمة فى النوم هروبا من المشكلات النفسية التى يعانون بها ولإخفاء احباطاتهم. 3 فقدان الحماس: يفقد المراهق الرغبة فى انجاز الأعمال ويعانى من شعور دائم باللامبالاة بكل ما حوله ومن حوله. كما يرفض الاهتمام بأى مشكلة قد تواجهه ويستبدل المواجهة بالهروب. 4 الانطواء: الانطواء هو الحليف الدائم لمريض الاكتئاب. يرفض المصاب التواصل مع من حوله ويفضل التقوقع داخل ذاته مع الأفكار السوداء التى تدور برأسه. 5-العدوانية: بعض المصابين بالاكتئاب يكونون اكثر عدوانية عما سبق وهى من اخطر الأعراض التى قد تظهر على المكتئب. ويصبح كالقنبلة الموقوتة التى تدمر كل ما يقف فى طريقها. 6- عدم التركيز: فقدان الرغبة تجعل المكتئب يفضل عدم التركيز ويرفض استذكار دروسه رغبة منه فى عدم التفكير فى الأمر من الأساس. كما تقل القدرة على التحصيل الدراسى مما يؤثر سلبا على درجاته المدرسية ومن هنا يأتى دور المدرسة فى تنبيه الآباء لبداية مرحلة الاكتئاب. 7 التفكير فى الموت: الاكتئاب فى مراحله الأخيره قد تجعل المصاب يفكر فى التخلص من حياته بالانتحار. ربما لشعور المكتئب الدائم بالذنب وعدم تقديره لذاته مما يدفعه للرغبة من التخلص من الحاح تلك الفكرة. قاموس الاكتئاب: بعض الكلمات التى يقولها الأبناء قد تحمل فى طياتها الإنذارات الاولى للإصابة بالاكتئاب وقد استطاع علماء النفس تحليلها للغة سهلة يمكنك من خلالها الوقوف على ما يشعر به ابنك وما لا يستطيع التعبير عنه فى الواقع. لا أبالى، لا أرغب فى القيام بالأمر، ليس لدى ماافعله = فقدان الرغبة والإحساس بأهمية الأشياء. لاقيمة لى، انا لا شىء = فقدان الثقة بالنفس وعدم تقدير الذات. إنه خطأى، اخجل من نفسى = الأحساس المزمن بالذنب والرغبة فى جلد الذات. لا أحد يحبنى من أفراد أسرتى = افتقاد الحب والشعور باليأس. لا أحد يحبنى = رغبة فى التخلص من الحياة وتمنى الموت. لا أستطيع، الامر صعب، لا أعى شيئا مما تقول = مشكلات فى التركيز وضعف فى الذاكرة. العلاج: الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام. فالرياضة تتيح له الاندماج فى المجتمع وتفريغ الطاقة السلبية التى تصيبه بالاكتئاب.. كما توجه الطاقة للطريق السليم الذى يشعره بتفوقه وتزيد من تقديره لنفسه وتقدير الآخرين له. اتباع نظام غذائى متوازن يمد الجسم بما يحتاجه من معادن واملاح ومواد ضرورية. والابتعاد عن تناول بعض الاطعمة الدسمة التى تسبب السمنة وتؤثر فى شكل الجسم. كذلك الابتعاد عن بعض انواع من الطعام الذى يسبب زيادة النشاط والافراط فى العدوانية. ممارسة الانشطة الجماعية كالخطابة والتمثيل والكتابة للتعبير عن النفس وزيادة القدرة على مواجهة المجتمع. كما تساعد هذه الأنشطة على زيادة الثقة بالنفس. تغيير عادات النوم بتنظيم عدد ساعات النوم بحيث ينال قسطا وافرا من النوم حتى لا يشعر بالاجهاد. حمام دافئ قبل الخلود للفراش يجعل الجسم اكثر استعدادا للنوم مع الاستماع للموسيقى الهادئة. الابتعاد عن مناقشة اى موضوعات مثيرة فى المساء حتى لا يصاب بالأرق. الدعم الأسرى والمدرسى من اهم اسباب نجاح العلاج لمريض الاكتئاب. فكلما كان التعاون بين الاثنين ممتدا كلما استطاع المراهق التغلب على مرضه. كذلك وعى الاسرة بضرورة اللجوء لطبيب نفسى لعلاج الحالة مع بدايتها يساعد على عدم تفاقمها.