نشرت صحيفة «الأوبزرفر» أمس، مقالا وتصريحات مقتضبة، لرئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير تناول فيها مستجدات الأوضاع فى مصر والشرق الأوسط. وقال بلير: «اعتقد أن تدخل الجيش المصرى للإطاحة بمرسى، كان خطوة فى الاتجاه الصحيح»، مستطردا: «أنا مؤيد قوى للديمقراطية، لكن كون الحكومات ديمقراطية لا يعنى بالضرورة أنها ناجحة.
واستطرد: «أذكر حديثا لى فى وقت سابق مع بعض الشباب المصريين بعد سقوط نظام حسنى مبارك بفترة وجيزة، وقد اعتقدوا أنه بالديمقراطية، سوف يتم حل المشاكل، وعندما تطرقت إلى الحديث عن سياسة اقتصادية مناسبة لمصر، قال الشبان ببساطة إن كل شىء سيكون على ما يرام فى ظل الديمقراطية».
وتابع رئيس وزراء بريطانيا الأسبق: «إثبات الكفاءة بات يمثل اليوم، تحديا كبيرا أمام الحكومات، وعندما لا تلبى الحكومات مطالب شعوبها، لا تستمر حتى موعد إجراء انتخابات جديدة».
وأشار بلير إلى أن مشكلات الحكومة السابقة اقترنت بالاستياء من أيديولوجية وتعصب جماعة «الإخوان المسلمين»، إذ شعر الشعب المصرى بأن الإخوان يسعون بخطوات ثابتة إلى فرض أفكارهم الخاصة على ملامح الحياة اليومية.
ورأى بلير أن الأحداث التى سبقت عزل الرئيس محمد مرسى، وضعت الجيش بين خيارين التدخل أو الفوضى، وقال «إن خروج 17 مليون مصرى إلى الشارع إن لم يكن مماثلا للانتخاب، فإنه دليل قوى على سلطة الشعب».
وأضاف «أن التجمع المعادل له فى بريطانيا قد يقدر بنحو 13 مليونا، ولكن لو فرضنا وقوع مثل هذا فى بريطانيا فإن الجيش لن يتدخل، نعم لن يتدخل، ولكن الحكومة القائمة أيضا لن تستمر».
واتهم بلير جماعة الإخوان المسلمين بالعجز عن التحول من حركة معارضة إلى حكومة، قائلا «إن الحكومات قد تؤدى أداء سيئا أو جيدا أو متوسطا، لكن الوضع فى مصر فى ظل الإخوان كان مختلفا، فالاقتصاد يتهاوى والقانون العادى والنظام كادا ينعدمان والخدمات لم تكن كما ينبغى».
ورأى أن الوزراء كأفراد بذلوا قصارى جهدهم، قائلا «لقد التقيت وزير السياحة قبل أسابيع قليلة وأظنه كان وزيرا ممتازا لديه خطة معقولة لإنعاش قطاع السياحة فى مصر، لكنى علمت قبل أيام قليلة باستقالته ردا على خطوة محيرة للعقل أقدم عليها مرسى بتعيين محافظ جديد للأقصر، محطة الجذب السياحى الرئيسية، كان منتميا إلى الجماعة الإسلامية.
ومضى قائلا: «الآن يواجه الجيش المصرى مهمة حساسة وشاقة هى قيادة الدولة مرة أخرى إلى مسار الانتخابات والعودة السريعة إلى حكم ديمقراطى، ونحن نأمل أن يتمكن من ذلك دونما مزيد من الدماء».
كما رأى بلير أن هناك تطورا إيجابيا تشهده منطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى وهو مناقشة الدور الذى يمكن أن يضطلع به الدين فى السياسة، قائلا «إنه بغض النظر عن تنظيم جماعة الإخوان المسلمين فإن التوجه الغالب على ما يبدو لدى حكومات المنطقة هو التوجه العلمانى».
وعن دور الغرب فى المرحلة القادمة، قال بلير: «إن أى قرار بالتزام الصمت هو فى حد ذاته قرار ذو تبعات كبيرة. إننا لا نستطيع تحمل فكرة انهيار مصر. لذا علينا التعاطى مع الواقع الجديد ومساعدة الحكومة الجديدة فى عمل التغيرات الضرورية، لا سيما على الصعيد الاقتصادى حتى تستطيع تلبية مطالب الشعب، وبهذا فنحن نساعد فى العودة إلى صناديق الانتخاب التى تصممها أياد مصرية من أجل مصر».
صحف أمريكية: البرادعى اختيار جيد.. ولكن ليس حاليًا التايم: المدير السابق للوكالة الذرية قد يضحى بمصداقيته الشخصية فى سبيل مصداقية مصر