أكد عاطف الشريف، رئيس البورصة المصرية الجديد، اليوم الثلاثاء، أن الأداء المتماسك للبورصة، يوم الأحد الماضي، والارتفاعات التي حققتها الأسهم، يؤكد ثقة المستثمرين في قوة ومتانة السوق المصري، مشيرًا إلى ضرورة العمل على إعادة السيولة للسوق وزيادة عمقه بشكل كبير. وشدد "الشريف" على استفادتهم من تجارب الماضي التي مر بها سوق المال، موجهًا شكره للمستثمرين على حسهم الوطني لدعم سوق المال المصري.
كما نوه على ضرورة تفهم المجتمع لدور البورصة الحقيقي كأداة رئيسية لتمويل الشركات ومساعدتها على النمو، داعيًا المجتمع إلى الاستثمار في البورصة المصرية دعمًا للاقتصاد الوطني، مشيرًا إلى أن البورصة المصرية تسهم في المتوسط بتوفير تمويل يزيد عن 15 مليار جنيه سنويًّا للشركات المصرية سواء كانت شركات كبيرة أو متوسطة أو صغيرة، ومع ذلك فما زالت نسبة الاستثمار المجتمعي بها عند حدوده الدنيا.
وأكد في الوقت ذاته على دعم وزير الاستثمار لهذا القطاع الهام، وأن الوزير وعد بتذليل أي عقبات تقف في طريق تطويره.
وشدد على ضرورة إشراك كافة أطراف السوق في عملية صنع القرار – (كل فيما يخصه) - بما سيكون سمة مميزة للإدارة الجديدة للسوق؛ حرصًا على استعادة ثقة المستثمرين في السوق، واتخاذ إجراءات جادة لتصحيح أية مشاكل تعرض لها المستثمرون خلال السنوات الأخيرة، وخاصة صغار المستثمرين الذين يمثلون أكثر من ثلث السوق.
كما شدد على ضرورة التعرف على أبعاد وتأثيرات كافة القرارات عبر التشاور مع الجمعيات المهنية المختلفة، مضيفًا أنه ستكون على قائمة أولوياته إعادة النظر في آليات عمل سوق خارج المقصورة.
وأشار إلى أن إدارة البورصة بصدد الانتهاء من دراسة شاملة لقواعد سوق خارج المقصورة في مختلف دول العالم؛ للوقوف على كيفية إعادة هيكلة السوق، وبما يشمل وضع توقيتات محددة لإصدار شهادات نقل الملكية.
وذكر "الشريف" الذي يتسلم غدًا مهام منصبه، أن البورصة تعتز بكافة الكفاءات والكوادر المتميزة لديها داخل المؤسسة، بما لها من خبرة في كافة التخصصات؛ مشيرًا إلى أنه سيتم الاعتماد على هذه الكوادر التي تعد حجر الزاوية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للبورصة، خلال المرحلة القادمة، والعمل على الارتقاء بمنظومة العمل داخل البورصة، والعمل على عودة المؤسسة لسابق دورها الريادي في المنطقة كأقدم أسواق المال بالشرق الأوسط.
وفي سياق ذي صلة توجه الشريف بعميق شكره لمجلس الإدارة السابق برئاسة الدكتور محمد عمران، ونائبه القاضي خالد النشار، على كل ما قدموه من جهد خلال الفترة، مشددًا على أن مجلس الإدارة بتشكيله الجديد وما يتضمنه من خبرات متنوعة لأعضائه، ستساعد على استمرار الجهود لدعم السوق.
كما ركز الشريف على الدور الذي يمكن أن تلعبه البورصة المصرية في دعم علاقات مصر الخارجية، وخاصة على مستوى القارة الأفريقية ودول حوض النيل والتي يمكن أن تلعب البورصة المصرية دورًا مهمًّا في دعم توجهات السياسة الخارجية.
وأكد رئيس البورصة حرصه على تفعيل اتفاقيات التفاهم المبرمة مع البورصات والمؤسسات العربية والعالمية، خاصة في مسألة القيد المزدوج بما ينعكس إيجابًا على مستويات السيولة في السوق.
وركز الشريف على أهمية إعادة النظر في التعامل مع وسائل الإعلام، حيث تمثل ذراع التوعية للبورصة المصرية، والتي تمثل لاعبًا فاعلًا في تغيير ثقافة المجتمع وتفهمه لأهمية الاستثمار في البورصة.