ريهام سعود وضحى الجندي ودنيا سالم تحت شعار «راجعين الميدان يا بتوع الميزان... الثورة على القضاء أو القضاء على الثورة»، دعا عدد من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك»، للتظاهر في ميدان التحرير، بعد غد الجمعة، احتجاجًا على إخلاء سبيل الرئيس المخلوع حسني مبارك في قضية قتل المتظاهرين، واستمرار حبسه احتياطيًا فقط على ذمة قضية التربح وتضخم الثروة.
وطالب أصحاب الدعوة كافة الأحزاب والقوى السياسية وأسر الشهداء والمصابين؛ للمشاركة في المظاهرة التي توقعوا أن «تكون فرصة لتوحد الثوار»، وقالوا «رغم اختلافنا، دعونا نتفق على ضرورة التوحد للقضاء على دولة مبارك برمتها»، وأضافوا: «يجب تصحيح خطأ الصمت على محاكمة المخلوع وعصابته محاكمة عادية، بحجة استرداد الأموال المنهوبة»، مؤكدين على «ضرورة محاكمته أمام محاكم ثورية بعيدا عن القانون العادي».
من جانبهم، اختلفت ممثلو القوى السياسية والحركات الشبابية حول الدعوة، ففي الوقت الذي أعلنت فيه عدد منها مشاركتهم فى مظاهرات الجمعة القادمة، قرر آخرون مقاطعتها بسبب عدم وضوح الدعوة أو الهدف من ورائها، على حد تعبيرهم.
من جانبه، أعلن عمرو عبد الهادي، عضو جبهة الضمير الوطني، عن «مشاركة أعضاء الجبهة، بصفتهم الشخصية، في مظاهرة الجمعة القادمة»، كما كشف مصدر بحزب الوسط، طلب عدم الكشف عن هويته، أن عددًا من أعضاء الحزب قرروا بصفة شخصية المشاركة أيضًا، وقال حاتم عزام، نائب رئيس حزب الوسط: «طرحت الفكرة بشكل شخصي على الزملاء بالحزب، وحتى الآن لم يتخذ الحزب قرارًا رسميًا، ولكن بعض شباب وأعضاء الحزب تفاعل مع الدعوة بشكل شخصي».
واختلف معهم خالد المصري، المتحدث الإعلامي لحركة «شباب 6 إبريل»، جبهة أحمد ماهر، الذي نفى مشاركتهم في مظاهرات الجمعة القادمة، «وإن كنا نتضامن مع مطلب تطهير القضاء دون المساس باستقلاله»، حسب قوله، وحمّل المصري المجلس العسكري والرئيس محمد مرسى مسئولية براءة عدد من رموز النظام السابق، بسبب فشلهما في إدارة المرحلة الانتقالية، وقال: «اعترضنا من البداية على إجراءات المحاكمة والأدلة المقدمة لإدانة مبارك وأعوانه، ولم يستمع لنا أحد».
وتساءل: «لماذا انتفض الإسلاميون الآن من أجل المطالبة بتطهير القضاء، رغم تأكيدنا على ضرورة تطهير المنظومة بأكملها منذ أكثر من عامين؟»، متهما «المطالبين بتطهير القضاء في هذا التوقيت بمحاولة لفت انتباه المصريين بعيدا عن أزمات المرحلة الراهنة»، حسب رأيه.
وهو ما اتفق معه فيه محمد القصاص، عضو حزب التيار المصري، تحت التأسيس، الذي قال: «لم نتخذ بعد قرار بالمشاركة في المظاهرات المطالبة بتطهير القضاء، خاصة أن الدعوة غير واضحة ولا نعلم بالتحديد الداعين إليها والهدف من وراء إطلاقهم الدعوة». أما حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، فأعلن عدم مشاركته يشهدها ميدان التحرير الجمعة القادمة، وذلك لتزامن الفاعليات مع استكمال الحزب لانتخاباته الداخلية، فيما لم يحسم التيار الشعبي المصري الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي، موقفه من المشاركة بعد.