عامان مرا على اندلاع الثورة المصرية ضد نظام مبارك والتي رفعت ثلاثة شعارات رئيسية هي «العيش» (الخبز) والحرية والعدالة الاجتماعية، عامان شهدا مجلسا عسكريا وبرلمانا منحلا ورئيسا مدنيا منتخبا لأول مرة في تاريخ مصر. كذلك شهدا صعودا للتيار الإسلامي إلى سدة الحكم ومناوشات وتجاذبات بين القوى الإسلامية والقوى المدنية في صراع تتصاعد وتيرته بينالحين والآخر. ومع تصاعد أسهم التيار الإسلامي أصبح وضع الأقلية المسيحية في مصر وكذلك وضع المرأة محل تساؤلات. هذا ولا تزال المشكلات التي قامت بسببها الثورة محل جدل بين ما تحقق وما لم يتحقق.
«الحرية في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية» أوضح عمرو محمد، طالب بكلية الهندسة، وعضو بحركة «طلاب الحرية»، أن الهدف الرئيسي الذي قامت عليه الحركة هو استمرار الثورة حتى تحقق أهدافها والتي حتى هذه اللحظة لا يرى أنها تحققت سوى جزئيا.
وقال إن «ما تحقق من أهداف الثورة هي فقط الحرية والتي بدأت تظهر بعض الشيء، وكذلك إعادة ترتيب أولويات المواطن»، مضيفا «كان في السابق لكرة القدم، ومواضيع أخرى أقل أهمية، أولوية لدى المواطن بدلا عن سياسات بلاده وهذا تغير بعد الثورة».
ورأى محمد أن ما لم يتحقق من أهداف الثورة، الوضع الاقتصادي «العيش» الخبز والعدالة الاجتماعية، حيث يعتقد أن الوضع قد تدهور أكثر مما كان في السابق، مشيرا إلى أن «أيضا القصاص لم يتحقق، بل نرى معظم الأحكام تخرج علينا بالبراءة للمتهمين، أو إذا وجد ضغط شعبي يتم تأجيل القضية».
«بقايا النظام الفاسد يحول بين الشعب ومطالبه» رأى محمد عادل، احد شباب جماعة الإخوان المسلمين، أن الثورة قد حققت نسبة من أهدافها فيما لم تحقق بعد بعض الأهداف، لافتاً إلى أن إزالة النظام الفاسد جزء قد تحقق، رغم انه لا يزال هناك بقايا منه «نحارب ضدها».
كما أوضح أن مطالب الثورة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية لن تتحقق إلا بالقضاء على بقايا هذا النظام الذي يقف حائلا بين الشعب ومطالبه - على حد تعبيره.
ولم يخفي عادل رؤيته بأن الكثير لم يتحقق بعد موضحا، «مثلاً كان يجب أن يشكل الحكومة التيار الفائز بالانتخابات لنتمكن من محاسبته»، متوقعا أن يتخلل يوم الذكرى الثانية للثورة تظاهرات قد تشهد «تواطأ من الأمن» بالانسحاب، كما حدث في أحداث الاتحادية -على حد قوله. «القادم أسوأ» أما مسيحي مصر فكان لDWعربية حديث مع بعضهم بعدما آثار صعود التيار الإسلامي إلى الحكم التساؤلات حول وضعهم. ويقول في هذا الصدد جرجس عبده، «الرؤية بالنسبة للمسيحيين لم تتضح بعد، لكن الحال حتى الآن لم يتغير».
وأوضح عبده أن عدم وضوح الرؤية يجعله لا يعلم إلى أي منحى قد تؤول الأمور معبرا عن تخوفه من المجهول. وعن أهداف الثورة، يرى عبده أن أي منها لم يتحقق حتى الآن.
وعن وضع المرأة بعد عامين على الثورة، تحدثت DWعربية مع الموظفة، نهلة مصطفى، والتي وترى أن أحوال النساء في مصر قد ازدادت سوءا في الفترة الماضية، وتقول«حالات التحرش والاغتصاب ازدادت بشكل رهيب، وتهديدات الجماعات المتشددة أصبحت تثير المخاوف في ظل وصول الإسلاميين للحكم بعدما كنا نأخذها على محمل السخرية».