«البابا تواضروس متحمس لعمله الجديد بدليل كثرة اللقاءات التليفزيونية والصحفية المتوالية فى وقت قصير وبمجرد فوزه بالقرعة الهيكلية وهذا نوع من اثبات الوجود للجميع»، التحليل النفسى للبابا قامت به الدكتورة هبه العيسوى استاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، وعضو الجميعة الامريكية. ما قامت به الطبيبة انها شاهدت باهتمام حوارته الاعلامية، وخلصت الى أنه لا يعشق الظهور الاعلامى، بدليل انه رفض التحدث الى الاعلام قبل فوزه بالقرعة الهيكلية.
وقالت ان والد البابا تواضروس توفى وقتما كان البطريرك الجديد طفلا مما جعله يتحمل مسئولية الاختين والام مبكرا، ولكن المسئولية جعلته انسانا مثقلا بالهموم بالرغم من ان الام لعبت دورا مزدوجا، واشارت إلى ان فقدان والديه مبكرا خلق عنده الاحساس الذى جعله يفر الى الله متجها الى الصحراء، لانه لم يشعر بالامان والقلق فلجأ الى الله باحثا عن الاب الحقيقى. واضافت العيسوى ان البابا تواضروس عطوف للغاية خاصة مع الاطفال مما يعنى انه رقيق القلب، ومن الملاحظ ان الاطفال تعشقه مما يعنى انه يمتلك ذكاء وجدانيا يشعر بالاخر ويتألم لو تألم غيره فيؤثر فيه. واوضحت ان البابا الجديد يبتعد عن الفكاهة والدعابة عكس البابا شنودة الذى امتلك حسا فكاهيا.
وعن التغيير داخل الكنيسة قالت عيسوى ان من صفات شخصية البابا تواضروس قوة التاثير والابداع، وتوقعت ان قرارته الاولى ستحمل تغييرا جذريا فى ترتيب الكنيسة، لانه يرفض عودة الحرس القديم وسيستعين بحرس جديد لتنفيذ افكاره وابداعاته، لانه مقتنع ان البابا كيرلس رجل المعجزات والبابا شنودة رجل التعليم، ويبحث عن انجاز حقيقى، فهو لا يقبل المألوف وسعادته فى تحقيق الجديد وغير المألوف. واكملت ان البابا الجديد متحفظ لا يخرج بسهولة ما فى قلبه، فيتحدث على حسب الموقف فهو حذر للغاية، مؤكدة انه ملتزم الى ابعد حد فبالتالى لن يعود نهائيا الى لائحة 38 التى كانت تبيح الطلاق لغير علة الزنا، فمن الملاحظ انه نجح فى اختبارات الرهبنة سريعا مما يدل على مدى التزامه. يختلف البابا تواضروس عن البابا شنودة فى رغبته ازالة الخلافات بين الطوائف الاخرى غير الأرثوذكسية، هكذا ترى عضو الجميعة النفسية الامريكية، وتقول ان البابا الجديد مدقق للغاية لانه فى الاساس صيدلى.
وعن تصريحات البطريرك الجديد للصحف والاعلام مثل التهديد بالانسحاب من التأسيسية، واعترافه بأنه انتخب الفريق احمد شفيق فى الانتخابات الرئاسة، قالت عيسوى «انه واضح وصريح نظرا لانه رجل دين وراهب فى الاساس ولا يحب الكذب، ومن اللافت انه حاد ورجل مواقف لكن سيخفف حدته ثقته فى معلمه الانبا باخميوس القائم مقام البطريرك»، مؤكدة ان البابا الجديد سيتغير كثيرا بالممارسة لانه سيدخل المعترك السياسى الذى لا يعرف الوضوح ولا الصراحة.