أكثر من 450 مرشحا محتملا حتى الآن تقدموا لسحب ملفات الترشح لرئاسة مصر في أولى مراحل انتخابات الرئاسة وهي فتح باب الترشيح الذي بدأ يوم السبت الماضي، معظمهم شخصيات غير معروفة، من طبقات متوسطة وتحت المتوسطة، الأمر الذي يعتبره البعض إيجابيا كأول انتخابات رئاسية في مصر يشارك فيها أناس من عامة الشعب المصري، فيما يعتبره آخرون إساءة لمنصب الرئيس وهيبته. اللافت في الأمر أن بعض هذه الشخصيات تمتهن أعمالا ربما لأول مرة في التاريخ يكون أصحابها ممن يفكرون في رئاسة دولة، مما يسبغها ببعض الطرافة، بعضهم فضلا عن عدم امتلاكه أي لغة أجنبية، لا يجيد التحدث باللغة العربية الفصحى، مما يعرقل قراءته لبيان هام موجه إلى الشعب المصري وإلى الخارج في نفس الوقت، فقد تقدم سباك وعامل نقاشة وفلاح وإمام مسجد، وأحد المرشحين يدعي أنه "الابن الشرعي للملك فاروق الأول"، وأن دعوى قضائية ستنظر في إثبات نسبه من الملك الراحل منتصف الشهر المقبل، وأنه يتعهد بإرجاع الملكية إلى مصر حال توليه الرئاسة، أو حين يكون ملكًا على عرش مصر. وكان من بين المتقدمين مرشح يرتدي "شبشب"، فضلاً عن بعض المحامين المغمورين، إلى جانب كهربائي، ومبلط، وتربي حتى أصبحوا مجالاً للسخرية والتهكم بين معظم أفراد الشعب المصري.
وفي الزميلة الأخبار جاء كاريكاتير للفنان الكبير مصطفى حسين، ظهر فيه شخص يجلس بمنزله ويقرأ شروط الترشح للرئاسة بضرورة حصول المرشح على 30 ألف توقيع، قائلاً: "أدي توقيع سنية مراتي، وتوقيعين للولاد أشرف وهالة، وتوقيع أخويا حسن وولاده ومراته، وأختي بدرية وجوزها وولادهم، وأخوات سنية وولادهم، وابن عمي محسن ومراته وعياله، وولاد خالتي كلهم، وعبد العال البواب ومراته وابنه، وسمير المكوجي والواد اللي عنده، دول قول أربعين توقيع، يا نهار أسوخ طب وباقي ال 30 ألف توقيع؟".
وعلق المحلل بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، محمد عز العرب، على هذا الأمر، قائلاً: "ليس غريباً أن يظهر هذا الكم من المرشحين في الأيام الأولى لسحب أوراق الترشيح، لأن الترشح بات حقاً دستورياً لكل مواطن بعد الثورة"، ولكنه أوضح بأن مشكلة كبيرة ستظهر فيما يتعلق بنوعية المرشحين.
وفسر البعض تقدم عدد من هؤلاء المرشحين المحتملين بأنه "رحلة للبحث عن الشهرة"، حيث يريد البعض الحصول على لقب "مرشح رئاسي سابق"، ويرى آخرون أن الأضواء مسلطة حول مجموعة بارزة من المرشحين هم عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى، وحازم صلاح وأحمد شفيق، ومحمد سليم العوا وحمدين صباحي، ومنصور حسن وبثينة كامل"، فيما يرى البعض الآخر أنه حتى الآن "لم يظهر المرشح المفاجأة".