قد تصادف في مشوار حياتك شخص ما تجري معه حوار بسيط يعلمك قيمة أو مبدأ قيّم فيؤثر بك وتذكره باقي عمرك. وقد تتصادق مع أشخاص لا تمتص منهم سوى الخديعة والنفاق, تفترض فيهم ما تعتقده استنادا لاتجاهاتك وقيمك فتجد العكس. تقول لا يؤذيني اختلاف القيم.. المهم أن قيمي بخير.. لا تتذبذب ولا تتبدل, تلك التي تعلمناها من قصص الأطفال ومن تعاليم الدين وتربية أباءنا وأساتذتنا. مبادئ ليست بالصعبة.. مثل أن الكذب خطأ والغش خطأ والطمع خطأ والخديعة خطأ وأن المكر لا يسكن قلب المؤمن. تلك المبادئ التي تتضح من قصص بدء الخلق التي توصي بتأدية الأمانة التي أرسلها الله لك لتوصلها لغيرك, لا أن تبيعها. أنظر حولي وأرى أن معظم المبادئ انتهت صلاحيتها ولا يتعامل بها الكثير من البشر يتعاملون أن المهم هو الغاية أيا كانت الوسيلة. جحد الناس بالمبادئ.. والمؤلم أن الجحود ايضا منذ بدء الخلق. اذكر معي هذا الحديث القدسي: (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما خلق الله آدم مسح ظهره, فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة, وجعل بين عيني كل انسان منهم وميضا من نور, ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك, فرأى رجل منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه, فقال أي رب, من هذا؟, قال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داوود, فقال: رب, كم جعلت عمره؟, قال ستين سنة, قال: أي رب, زده من عمري أربعين سنة, فلما قضى عمر آدم جاءه ملك الموت, فقال: أولم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أولم تعطها ابنك داوود؟ قال: فجحد آدم, فجحدت ذريته, و نسي فنسيت ذريته, وخطئ آدم, فخطئت ذريته). فجحد آدم, فجحدت ذريته, ونسي فنسيت ذريته, وخطئ آدم, فخطئت ذريته". لا أعلم الصواب من الخطا في هذا الزمن.. في أي صف أنا؟؟ هل اخترت المبدأ أم اللامبدأ ؟؟ أي الجانبين أرجح في نفسي؟؟ لماذا دائما ما أعترض الآخر؟؟ ولماذا دائما ما يعترضني؟؟ ولماذا أعرّض نفسي لاحتمالات اختبار الصواب والخطأ طالما أني مؤمنة تماما بمبدأي؟ في أي جانب كان.. سواء كان من الأمانه أم من الجحود.. طالما أنه لا يزال مبدأي الذي أؤمن به. يا _ صديقي _ إن كان مبدأي يؤذيك, فأيضا مبدأك يؤذيني. لذلك لا يهم على الاطلاق أن أفترض خطأه و أتنازل عنه مع بعض ذاتي. لذلك: عفوا _ صديقي _ أنا صاحب مبدأ.