زرزارة».. ذلك الاسم الذى شاع قبل سنوات على سبيل الفكاهة فى مسلسل شهير للكوميديان المصرى محمد صبحى، هو حقيقة واقعة مقلقة فى مدينة بورسعيد الحضارية الحاصلة على المركز الأول فى مجال التنمية البشرية لعدة سنوات متتالية. المنطقة ذات الاسم الغريب هى واحدة من أربع مناطق عشوائية ببورسعيد تمثل صداعا مزمنا فى رأس المدينة، ويرى فيها المراقبون سرطانا اجتماعيا ينخر فى جسد المجتمع البورسعيدى على مدى أكثر من 20 عاما. لكن من بين المناطق العشوائية الأربع السابقة التى تشمل عزبة أبوعوف، وعزبة الإصلاح ومنطقة القابوطى، تبقى زرزارة هى المنطقة العشوائية الأكبر التى تقع على مساحة 36 فدانا وتضم أربعة آلاف عشة خشبية يسكنها 15 ألف شخص. ويقول إبراهيم السيد محمود، من قاطنى زرزارة، إنهم يعيشون حياة غير آدمية فى ظل أوضاع وظروف اجتماعية قاسية وغاية فى الصعوبة نتيجة لما يعانونه من فقر وجوع وتشرد، إلى جانب عدم وجود مسكن صحى بالإضافة إلى تعرض أطفالهم لخطر الإصابة بالأمراض المعدية بسبب الفئران المنتشرة ومياه الصرف الصحى التى تتحول إلى مستنقعات فى الشتاء. «كان طبيعيا والحال هكذا أن تتحول زرزارة إلى بؤرة للعناصر الإجرامية ومأوى للبلطجية والخارجين عن القانون ومستنقع للانهيار الاجتماعى والأخلاقى» حسبما يقول أمين عام مجلس نقابة المحامين السابق ببورسعيد، صفوت عبدالحميد. علاوة على ما سبق، كما يضيف عبدالحميد، فإنها تعتبر رمزا للفساد الإدارى بإدارة التسكين بمحافظة بورسعيد وعدم شفافية إجراءات تخصيص الوحدات السكنية والتلاعب فى عملية البحوث التى يتم بناء عليها التخصيص. وأشار إلى تكرار سيناريو ظاهرة الحرائق الموسمية للعشش كل عام فى فصل الصيف وطالب صفوت عبدالحميد بعدم إضاعة وإهدار حق الشباب من أبناء بورسعيد فى الحصول على شقة حكومية. إزاء ذلك يطالب نقيب المهندسين الأسبق ببورسعيد المهندس جمال هيبة بايجاد حل شامل وجذرى وحاسم يقضى تماما على جميع العشوائيات بصفة عامة للتخلص من أسلوب وسياسة الترقيع التى تولد «زرزارت» أخرى، على حد قوله. كما يطالب بسرعة وضع خطة إستراتيجية للإسكان بالمحافظة وإقامة مشروع سكنى لمحدودى الدخل من الشباب والأسر الأولى بالرعاية والأرامل وكبار السن وذلك بما يتناسب مع أوضاعهم الاجتماعية.