لم تكن الانطلاقة التكنولوجية التي أحدثتها مطالب التغيير، التي طالب بها مؤيدو الدكتور محمد البرادعي، رئيس الجمعية الوطنية للتغيير والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومن قبلها فكرة المدونات التي انطلقت مع بداية المحاكمات العسكرية لقيادات الإخوان بسبب "مليشيات" الأزهر، والتي انتهت بسجن خيرت الشاطر، نائب المرشد، وعدد من قيادات الجماعة، ومؤخرا حملة مؤيدي جمال مبارك. ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية أكتوبر المقبل، وتصاعد الصراع السياسي بين النظام وحزبه الوطني الحاكم وجماعة الإخوان، دخل الطامحون بالكراسي البرلمانية والحصانة القانونية على خط اللعبة، وقاموا بتدشين صفحات لتأييدهم على المنتدى الاجتماعي الشهير "فيس بوك"، وموقع المدونات القصيرة "تويتر"، فضلا عن المنتديات الشبابية، والمدونات الشخصية. بداية يؤكد الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة ل(الشروق) أن أهمية و فاعلية الوسيلة الدعائية تتوقف على حجم الجمهور المستهدف و نوعيته ، مما يؤدى إلى تجاوبه مع الرسالة الاقناعية، ولابد أن تتوافر للمرشح خبرة في هذا المجال بالإضافة لمن يساعدوه في إقناع جماهير الناخبين بالرسالة التي يريدون إيصالها . و أكمل د.العالم : أن الوسائل الإعلامية يمكن نجاحها في دائرة و فشلها في أخرى، ويتوقف ذلك على حسب تفاعل الجمهور، مشددا على أهمية تكامل الوسائل الإعلامية و الدعائية في الدائرة مما يؤدي إلى قوتها أو ضعفها. وأشار حمدين صباحي، رئيس حزب الكرامة تحت التأسيس وأحد المرشحين الافتراضيين لمقعد الرئاسة، إلى أن الرسالة التكنولوجية لها قوة تأثير، ولكنها تبقى في حدود طبيعة الجمهور الذي يتعامل مع التقنية التكنولوجية، حيث أن الأغلبية لا تتعامل مع الانترنت، مستبعدا أية نتائج سلبية لها إلا في حدود ضيقة. واختلف معه الدكتور محمد البلتاجي أمين مساعد عام الكتلة البرلمانية للإخوان، الذي أصر على صعوبة الاعتماد على الانترنت في ظل انتشار الأمية والتأخر التكنولوجي، مؤكدا على أهمية التواصل المباشر مع الجماهير، مشيرا إلى أنه مهما كانت قوة الانترنت إلا أن شريحة بسيطة هي من تتعامل معه، وإن كانت وسيلة معتبرة لها تأثير، بحسب رأيه. و قال عبد السلام خضراوي عضو مجلس الشورى ومؤسس موقع شبرا الخيمة فكرة نجاح الموقع من عدمه تتوقف على ما يقدمه الموقع من خدمات، وأفكار جديدة. وأكد الخضراوي على ضرورة مراعاة الشباب، حيث أنهم المستخدم الأكبر للانترنت والتكنولوجيا، دون إغفال بقية الشرائح الأخرى خاصة المراهقين وكبار السن والمرأة.