شهدت 4 محافظات بالضفة الغربيةالمحتلة، الثلاثاء، تصعيدا عسكريا إسرائيليا شمل عمليات دهم، وهدم منازل، وإغلاق مدن، ما أسفر عن مقتل فلسطينيين اثنين وجرح جنود إسرائيليين. وشمل هذا التصعيد محافظات الخليل جنوبا، ورام الله بالوسط، ونابلس وطوباس شمالا، حيث فرض الجيش الإسرائيلي إجراءات مشددة على الحركة اليومية للمواطنين، وأغلق شوارع رئيسية، ودهم منازل فلسطينيين، ما أدى إلى تعطيل الخدمات العامة والمدارس. تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تصعيدا غير مسبوق في هجمات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم، خلال عامي الإبادة الجماعية التي بدأتها تل أبيب في غزة في 8 أكتوبر 2023. وأدى التصعيد الإسرائيلي في الضفة إلى استشهاد ما لا يقل عن 1087 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 10 آلاف، إلى جانب اعتقال ما يفوق 21 ألفا، وفق معطيات رسمية. الخليل وفجر الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قتل فلسطينيا في مدينة الخليل خلال عملية مشتركة مع جهاز الأمن العام "الشاباك"، بزعم تنفيذه عملية دهس، أسفرت عن إصابة جندية قرب مستوطنة كريات أربع. وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، أن قواته رصدت المركبة التي استخدمها المنفذ أثناء محاولته الفرار قبل أن تطلق عليه النار وتقتله. بدورهم، قال شهود عيان للأناضول، إن "قوات الاحتلال (الإسرائيلي) اقتحمت الخليل من عدة مداخل وجابت شوارعها، بعد أن أغلقت الحواجز والبوابات الحديدية، كما دهمت محيط مستشفيات في المدينة، بينها مستشفى الأهلي ومستشفيات محمد علي، والميزان، والأهليَّة، وتمركزت عند مداخلها". من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، أن الهيئة العامة للشؤون المدنية (جهة التواصل مع الجانب الإسرائيلي) أبلغتها ب "استشهاد الفتى مهند طارق محمد الزغير (17 عاما) برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة الخليل". رام الله وفي رام الله، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب محمد رسلان محمود أسمر (18 عاما) من بلدة بيت ريما شمال المدينة، برصاص الجيش الإسرائيلي الذي احتجز جثمانه. جاء ذلك بعد إصابة جنديين إسرائيليين في عملية طعن قرب مدخل مستوطنة "عطيرت"، فيما أعلن الجيش قتل منفذ العملية. وأغلق الجيش الإسرائيلي كافة مداخل رام الله، ما تسبب بأزمة سير خانقة ومنع آلاف الفلسطينيين من الوصول إلى أعمالهم، كما اقتحم بلدة بيت ريما بقوة عسكرية كبيرة، وسط توتر أمني ملحوظ في المدينة. واعتبرت حركة "حماس"، في بيان عملية الطعن "ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال"، وأكدت أن "محاولات كسر إرادة الفلسطينيين لن تجدي نفعا". نابلس وفي نابلس، فجرت قوات إسرائيلية شقة سكنية في الطابق العلوي من عمارة مكونة من ثلاث طبقات في منطقة زواتا غرب المدينة، تعود لعائلة الأسير عبد الكريم صنوبر. وأوضح مراسل الأناضول، أن الجيش الإسرائيلي أغلق مداخل المنطقة ومحيطها، بما في ذلك محطة أكاديمية القرآن الكريم، وأخلى عائلات فلسطينية قبل تفجير المنزل. يُذكر أن صنوبر اعتُقل في 20 فبراير الماضي، بزعم مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت حافلات إسرائيلية، وقد أبلغت عائلته في سبتمبر الماضي بإخطار رسمي لهدم منزلهم بدعوى "الاستخدام الأمني". طوباس من ناحيتها، قالت محافظة طوباس في بيان وصل الأناضول، إن الجيش الإسرائيلي هدم منزل الأسير أيمن غنّام في بلدة عقابا شمالا، ضمن حملة عسكرية متواصلة في المحافظة. وأضافت المحافظة أن قوات إسرائيلية حاصرت منزل غنّام، وأجبرت أهالي المنازل المجاورة على الإخلاء قبل الهدم، وفرضت منع تجوال على سكان المحافظة، ما أدى لتعطيل المدارس والخدمات العامة. وشددت على أن الجيش الإسرائيلي يستخدم بعض المنازل ثكنات عسكرية منذ بداية الاقتحامات، ويستمر بإغلاق الطرق والمداخل الرئيسية للمدينة، كما يلاحق التجار والعمال الذين يحاولون فتح محالهم لتلبية احتياجات الأهالي. وكانت قوات إسرائيلية قد اعتقلت غنّام في 4 ديسمبر 2024 من مستشفى العربي التخصصي في نابلس، بعد إصابته في غارة جوية استهدفت مركبة قرب بلدة عقابا شمال طوباس، في عملية أدّت أيضًا إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين. وتشهد محافظة طوباس منذ أكثر من أسبوع، تصعيدا عسكريا خلّف دمارا واسعا في البنية التحتية والممتلكات، إضافة إلى إصابة مئات الفلسطينيين واعتقال عشرات آخرين. كما تشهد مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم شمالي الضفة الغربية عملية عسكرية منذ 21 يناير الماضي، هدم الجيش الإسرائيلي خلالها آلاف المنازل وأجبر نحو 32 ألف فلسطيني على النزوح، بحسب معطيات رسمية.