قُتلت أريادنا فيرناندا لوبيز رويز، التي عثر على رفاتها في حالة سيئة في 31 أكتوبر من العام الماضي، ملقاة على طريق خارج بلدة تيبوزتلان بالمكسيك، ولم ينته الأمر عند هذا. وألقت جهات الادعاء والقوات الفيدرالية بالعاصمة المكسيكيةمكسيكو سيتي، القبض على أوريل كارمونا، الذي يشغل منصب المدعي العام بولاية موريلوس المجاورة، بتهمة التستر على حادث مقتل المرأة الذي أثار ما يطلق عليه البعض "وباء قتل النساء". وأدت وفاة لوبيز (27 عاما) وما تزعم السلطات بأنه تستر من جانب كارمونا، إلى تسليط الأضواء بالنسبة لكثير من المكسيكيين على إسهام انتشار الفساد وأيضا الثقافة المتجذرة للمجتمع الذكوري، في عرقلة العدالة في قضايا قتل النساء. وكان كارمونا قد أكد براءته في عدة مقابلات صحفية من تهمة التستر، وقال إنه وقع ضحية لألاعيب السياسة. وتشير الإحصائيات الحكومية إلى أن عشرة نساء وفتيات في المتوسط يقتلن كل يوم في المكسيك، كما أن الدراسات الميدانية التي أجريت على الإناث من سن 15 عاما فما فوق، أشارت إلى أن 70% منهن تعرضن لنوع ما من العنف. وجاءت نتيجة أول تشريح لجثة لوبيز في ولاية موريلوس التي ظهرت في نوفمبر أنها عانت من التسمم والاختناق ثم الوفاة. وأغضبت هذه النتيجة أقاربها وأصدقائها بأنها تلقي باللوم على الضحية باعتبارها السبب في الوفاة. وبعد إحالة القضية إلى سلطات العاصمة مكسيكو سيتي، تبين لفرق من الطب الشرعي أن سبب الوفاة هو تعرض لوبيز "لصدمات متعددة" نتيجة اعتداء، وهي نتيجة تناقض تقرير تشريح الجثة في ولاية موريلوس. وتبين لمحققي مكسيكو سيتي تورط سليل لعائلة ثرية بولاية موريلوس راوتل استوديللو جارسيا، الذي تعرف على لوبيز من المطعم الذي عملت به. واتهمت عمدة مدينة مكسيكو سيتي كلوديا شينباوم الفتى استوديللو، بأنه نقل جثة لوبيز بعيدا، وألقاها على قارعة الطريق، وهو اتهام قال ممثلو الادعاء في وقت لاحق، إنه يستند إلى تحليل لتسجيلات هاتفه المحمول. وقالت العمدة أنه من المرجح أن استوديللو اختار التخلص من الجثة في ولاية موريلوس المجاورة، بسبب علاقته بكارمونا، الذي اتهمته بالتستر على الجريمة. وفي يناير 2023، أقر المدعي العام بالمكسيك تقرير جهات الادعاء بمدينة مكسيكو سيتي، وتبين للمدعي العام أن سبب الوفاة، هو ضربة في الرأس من أداة حادة، أو الاصطدام بسطح مستو صلب. ويقضي استوديللو وصديقته فانيسيا فلوريس حاليا فترة في السجن بالعاصمة، انتظارا لمثولهما للمحاكمة لصلتهما بمقتل لوبيز. ومع ذلك نفى كارمونا المدعى العام بولاية موريلوس، ارتكابه أية مخالفات قانونية، وقال إن المزاعم بتورطه في التستر على الجريمة، إنما هي تصفية لحسابات سياسية. وينتمي كل من كارمونا وعمدة مدينة مكسيكو سيتي كلوديا شينباوم، التي تعد الأوفر حظا الآن لتفوز بمنصب رئيس المكسيك في الانتخابات القادمة، لمعسكرين سياسيين متنافسين، وقال كارمونا إن الخلافات بينهما هي السبب في اتهام العمدة له، بأنه حاول حماية المشتبه فيه الأول في مقتل لوبيز. ونفت شينباوم مزاعم كارمونا.