أعرب سامح شكري، وزير الخارجية، عن سعادته بترؤس اجتماعات الدورة الثالثة للحوار السياسي العربي الياباني على المستوى الوزاري، في إطار الرئاسة المصرية للدورة المئة وتسعة وخمسين للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية. واستهل الوزير كلمته في الاجتماع الوزراي للحوار السياسي العربي الياباني، المنعقد مساء الثلاثاء، بالترحيب بوزير الخارجية الياباني هاياشي يوشيماسا، بالنيابة عن وزراء خارجية الدول العربية، وبالأصالة عن نفسه، ضيفًا عزيزا ومقدرا بالقاهرة. وقال «شكري»، في كلمته التي نشرت نصها وزارة الخارجية، إن اليابان تحتل مكانة خاصة في العالم العربي، نظرًا لمواقفها السياسية المتوازنة، وعلاقاتها القديمة والمتشعبة بدول المنطق، موضحًا أن «هذه العلاقة التي تمتد لقرون عدة، كان التواصل والتفاهم، وتبادل الخبرات والحرص على التعاون عنوانها الدائم». وأضاف: «كانت ولازالت الصداقة التي تربط بين شعوبنا قيمة ثابتة وركيزة أساسية لطالما حرص الجميع على رعايتها ودعمها»، مؤكدًا أن «ما يربط عالمنا العربي باليابان ليس فقط علاقات سياسية قوية أو اقتصادية متميزة». ولفت إلى أن دول المنطقة واليابان وشعوبها وحضاراتها القديمة تتشارك قيماً وثوابت راسخة، مضيفًا: «إذ نتحرك سوياً في فضاء رحب هو حضارة الشرق المتنوعة والثرية التي ننتمي اليها، ويحمل أبناؤها رسالة إعمار وإنماء ومحبة للعالم أجمع». وذكر أنه «لم يكن غريباً أن يأتي في صلب التعاون العربي الياباني سواء الثنائي أو الجماعي، برامج تعاون ثقافية واجتماعية وإنسانية متعددة ذات اهداف إنسانية وتنموية راقية، رعتها في أغلب الأحيان مساعدات يابانية مقدرة، ونفذتها أيادٍ وعقول عربية طموحة ومبدعة». واستطرد: «ولا يعني هذا أن علاقاتنا السياسية والاقتصادية كانت أقل تميزاً، فالعلاقات السياسية العربية اليابانية محل تقدير متبادل، وتشهد العديد من المشتركات، كما أنها تدور في أفق من الشفافية والحوار المستمر الذي يهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك». وأوضح أن «علاقات التعاون الاقتصادي بين الدول العربية واليابان اتسمت بالتنوع والشمولية، حتى بلغ حجم التجارة العربية اليابانية حوالي 101 مليار دولار عام 2021»، لافتًا إلى أن «التقديرات في تحسن مستمر، إذ أن هناك إرادة واضحة من الجانبين للاستفادة من الآفاق المتاحة لتطور تلك العلاقات، سواء رقمياً، أو من حيث تعميق مجالاتها التكنولوجية والتصنيعية والخدمية». وأكد أن «اجتماع اليوم على هذا المستوى الرفيع، يعد دليلاً على الحرص المتبادل على استمرار وتطوير أطر العمل العربي / الياباني المشترك، وعلى تبادل الرؤى إزاء المستجدات السياسية والأمنية والاقتصادية المتلاحقة التي تعصف بعالمنا، وتلقى بتحديات معقدة ومتشابكة أمامنا جميعاً، لما لها من تبعات هائلة على المنطقة العربية واليابان». ونوه أن «إلحاح التحديات يدفع الأصدقاء إلى الجلوس سوياً، والتفكير في أنسب السبل للمواجهة، وأفصل السبل للتعاون، وهو ما نفعله اليوم باجتماعنا معاً تحت مظلة جامعة الدول العربية». واختتم: «إنني إذ أجدد الترحيب بضيف القاهرة وضيف الجامعة العربية معالي وزير خارجية اليابان، فإنني أثق في أن حوارنا سيكون شفافاً، وبناءً، وسيتيح التوصل لنتائج إيجابية هامة تصب في مصالح شعوبنا ومجتمعاتنا».