ضم التاريخ الإسلامي العديد من الأئمة والفقهاء، الذين أثروا العالم بعلمهم ومؤلفاتهم وتتلمذ على أيديهم الكثير، واستفاد الناس من فتواهم في شئونهم الحياتية. لذلك، تستعرض "الشروق" في شهر رمضان الكريم وعلى مدار أيامه، حلقاتها اليومية من سلسلة "أشهر الأئمة في التاريخ الإسلامي"؛ لتأخذكم معها في رحلة نتعرف فيها على بعض الشخصيات التاريخية الإسلامية التي سطرت أسمها بحروف من نور. وفي هذه الحلقة نذكر مقتطفات من حياة الإمام ابن الجزري، من كتاب ابن الجزري، نشأته وتلاميذه ومؤلفاته. - مولده ونشأته ولد ابن الجزري سنة 751 هجريا، وهو شيخ شيوخ القرّاء الإمام الحافظ الشافعي وسند المقرئين، صاحب التصانيف التي لم يسبق مثلها، بلغ الذروة في علوم التجويد وفنون القراءات، حتى صار فيها الإمام. لم يكن ابن الجزري عالماً في التجويد والقراءات فحسب، بل كان عالماً في شتى العلوم من تفسير وحديث وفقه وأصول وتوحيد وبلاغة ونحو وصرف ولغة وغيرها، وسافر لنشر العلمِ إلى أنطاكيا ثم بُورْصَة في تركيا، ولما قامَت الفتنةُ التيموريَّة في بلاد الروم رحل إلى بلاد ما وراء النَّهر، ثم إلى شيراز في إيران، وتعلَم على يديه خلق كثيرون. ولد سنة 751 ه، داخل خط القصاعين بين السورين بدمشق الشام، كان أبوه تاجرا، ومكث 40 عاما لم يرزق بولد، فحج وشرب من ماء زمزم، وسأل الله أن يرزقه ولداً عالماً، فولد له ابنه محمد هذا بعد صلاة التراويح، ونشأ في دمشق الشام، وحفظ القرآن فيها وأكمله وهو ابن 13 عاماً، وصلى به وهو ابن 14. اتجهت نفسه إلى علوم القراءات فتلقاها عن جهابذة عصره، من علماء الشام ومصر والحجاز إفراداً وجمعاً بمضمن كتب كثيرة، كالشاطبية والتيسير والكافي والعنوان والإعلان والمستنير والتذكرة والتجريد وغيرها من أمهات الكتب وأصول المراجع. - أهم المناصب جلس للإقراء تحت قبة النسر بالجامع الأموي للتعليم والإقراء سنين عديدة، وولّي مشيخة الإقراء الكبرى بتربة أم الصالح بعد وفاة شيخه أبي محمد عبدالوهّاب السلار، وولٌي قضاء دمشق عام 793 ه، وكذا ولّي القضاء بشيراز، وبنى بكل منهما للقراء مدرسة ونشر علماً جماً، سماهما بدار القرآن، ولُي مشيخة الإقراء بالعادلية، ثم مشيخة دار الحديث الأشرفية، وولّي مشيخة الصلاحية ببيت المقدس وقتاً. - مؤلفاته كان ابن الجزري، غزير الإنتاج في ميدان التأليف، في أكثر من علم من العلوم الإسلامية، وإن كان علم القراءات هو العلم الذي اشتهر به، وغلب عليه، ويعكس تنوع موضوعات مؤلفاته تنوع عناصر ثقافته، إلى جانب كتب القراءات وعلوم القرآن، كتباً في الحديث ومصطلحه، والفقه وأصوله، والتأريخ والمناقب، وعلوم العربية، وغير ذلك، تجاوز عدد مصنفاته التسعين كتاباً، منها: 1- تحبير التيسير في القراءات العشر 2- التمهيد في علم التجويد 3- أصول القراءات 4- الأربعون حديثاً 5- كتب التاريخ والفضائل والمناقب 6- الإجلاء والتعظيم في مقام إبراهيم - وفاته توفي الإمام ابن الجزري، سنة 833 هجريا بمنزله بسوق الإسكافيين بمدينة شيراز، ودفن بدار القرآن التي أنشأها بها عن عمر ناهز 82 عاما. أقرأ أيضاً أئمة الإسلام (26).. الإمام الذهبي المحدث الذي جمع بين الحديث والتاريخ والتراجم