يعقد قادة دول الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، قمة تستمر يومين، لبحث سبل تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الأوروبي في المستقبل، غير أن الأولويات المحلية تهدد بأن تغلب على جدول الأعمال. وقال المستشار الألماني أولاف شولتس لدى وصوله في محاولة للالتزام بجدول الأعمال الرئيسي: كيف يخفض الاتحاد الأوروبي الانبعاثات الكربونية إلى الصفر مع تأمين "فرصه كمنطقة اقتصادية ناجحة؟". وفي ظل المتاعب جراء التضخم وارتفاع تكاليف الطاقة وتكرار أزمات سلاسل التوريد ونقص العمالة ونقص الاستثمار، هناك الكثير من القضايا الذي يشغل تفكير قادة الاتحاد الأوروبي. غير أن شولتس، كبعض القادة الآخرين، سمح بتدخل أولويات محلية، ودافع عن اعتراضات ألمانيا في اللحظة الأخيرة على قواعد أوروبية متوقعة لن تسمح إلا بتشغيل سيارات جديدة عديمة الانبعاثات بعد عام 2035. وأشار شولتس إلى "تفهم واضح" بأن المفوضية الأوروبية تعتزم اقتراح قواعد تسمح بتسجيل سيارات الركوب الجديدة التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي وفق ما يطلق عليه الوقود الاصطناعي (الوقود التركيبي أو الكهربائي) بعد عام 2035، وأضاف أن "هذا هو الإجماع بالفعل". وانتقدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني المفوضية لاختيارها قطاعات تفرض قيود عليها مثل السيارات، من أجل خفض انبعاثات الكربون، إذ أن هذا يؤثر على القدرة التنافسية الاقتصادية للدول الأعضاء بالتكتل. كما أكدت ميلوني أهمية المباحثات المقررة بشأن الهجرة، وهي مسألة ثانوية للنقاش، لكنها تحظى بأولوية سياسية بالنسبة لروما، بسبب وصول مهاجرين في قوارب عبر البحر المتوسط. وتمثل مجموعة من مشروعات القوانين لإصلاح السياسة الصناعية للاتحاد الأوروبي ومنها إصلاحاسوق الكهرباء والسعي لتأمين إمدادات المواد الخام الحيوية، والاستغناء عن الصين كمصدر لتكنولوجيا الطاقة النظيفة، أساسا للمحادثات الأوروبية. كما سيناقش قادة الاتحاد مقترحات للسماح بزيادة المساعدات الحكومية للشركات، ليتمكن الاتحاد الأوروبي من منافسة الاقتصادات الرئيسية الأخرى في التحول نحو الاقتصاد منخفض الكربون. وحذرت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس من تشويه منطقة السوق الأوروبية الموحدة، والتي تخضع دائما لتنظيمات مشددة، مع أي تدخل حكومي كبير. وقالت: "لا يجب علينا أن نتخلص من السوق الموحدة بسبب اختلاف إعانات الدعم التي تقدمها مناطق مختلفة". ومن المتوقع أن تدفع فرنسا نحو الاعتراف بالقطاع النووي كحجز زاوية في عملية التحول بمجال الطاقة، وفقا لدبلوماسيين أوروبيين. غير ان رئيس وزراء لوكسمبورج خافيير بيتل سارع إلى رفض ذلك. وقال زعيم الجارة الأصغر لفرنسا والمعارض بشدة للطاقة النووية إن هذه الطاقة "غير آمنة، وليست سريعة، أو رخيصة، ليست صديقة للمناخ". كما سيناقش قادة الاتحاد الغزو الروسي لأوكرانيا، بعد اتفاق الاتحاد على خطة لتقديم مليون طلقة من ذخيرة المدفعية إلى أوكرانيا خلال ال 12 شهرا المقبلة. ومن المقرر أن يوجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة إلى القمة عبر تقنية الفيديو كونفرانس.