تحل اليوم ذكرى انتصار السادس من أكتوبر، ونتابع معها ذكريات بطولات سطرها أبناء مصر من جنود وضباط تاركين للأجيال القادمة أمجادا لا يمحوها تقادم السنين ولا تدليس الأعداء على التاريخ. وتداولت وسائل الإعلام المصرية المختلفة على مدار سنين شهادة لضابط إسرائيلي على لسان ضابط بحرية مصري يدعى أحمد حسام شاكر، تحكي قصة استشهاد ضابط الصاعقة البحرية المصرية محمود علي الجيزي الذي اعتبرته الحكومة المصرية من مفقودي الحرب لنحو 4 سنوات بعد اختفائه في معارك الثغرة.
وقال الضابط الإسرائيلي إنهم أثناء سيطرتهم على معسكر الزيتية على مشارف السويس، لاحظوا عمليات اغتيال يومية للجنود على مدار 11 يوما، بلغت حصيلتها 11 جنديا ما جعل الإسرائيليين يحققون في الأمر لحين إرشاد أحد خفراء المحاجر المصريين عن موقع ضابط الصاعقة، وذلك تحت التعذيب من الإسرائيليين.
وهاجم الإسرائيليون الضابط الجيزي الذي كان متحصنا باستراحة السماد بين جبل عتاقة والزيتية، وقام بالتصدي بمفرده للإسرائيليين يوم 24 أكتوبر في قتال دام 11 ساعة.
وحين يأس الإسرائيليون من إمكانية القبض عليه، أمروا بتوجيه نيران مدفعية كتيبة بأكملها على موقع تحصن الجيزي ما أدى لتفجير الموقع واستشهاد الجيزي.
وقال الضابط الإسرائيلي، الذي كان ضمن القوة في شهادته للضابط حسام، إن الإسرائيليين المهاجمين أعجبوا باستبسال الجيزي ليقيموا له مراسم دفن عسكرية قام خلالها جميع أفراد الكتيبة بدئا من القائد بتأدية التحية العسكرية لجثمان الشهيد الجيزي.
ويذكر أن الجيزي كان ضمن مجموعة 39 صاعقة بقيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي، وقد شهد الجيزي مع المجموعة معظم العمليات في حرب الاستنزاف والتي كان أولها عملية جبل مريم التي قام خلالها بحمل أسير إسرائيلي على ظهره سباحة في قناة السويس، كما أصيب الجيزي بإحدى عمليات المجموعة بينما كان لم يمضي أسبوعا على زواجه.