أقل من أسبوع، ويشهد البريطانيون والمتابعون من أرجاء العالم على أحد أبرز اللحظات التاريخية، مع تشييع جنازة الملكة الراحلة إليزاليث الثانية، والتي ستكون في 19 من سبتمبر الجاري. وقالت صحيفة" الجارديان" البريطانية، إن جثمان الملكة الراحلة وصل كاتدرائية سانت جيل في إدنبرة، لمنح الفرصة للمواطنين في إسكتلندا من إلقاء نظرة الوداع على ملكتهم التي توفيت على أراضيهم. وينتقل من بعدها إلى لندن، والتي تستكمل منها بقية المراسم، ويسبق الجنازة دقيقة صمت في الساعة 8 مساء يوم الأحد المقبل، في الليلة التي تسبق جنازة الملكة، من أجل أن يجتمع الناس معًا "للحزن والتفكير في حياة وإرث الملكة إليزابيث الثانية"، حسبما أكد بيان الحكومة البريطانية. ومع صباح الإثنين، يكون الختام بنقل نعش الملكة في جنازة رسمية إلى دير ويستمنستر، وسوف يكون هذا اليوم عطلة رسمية في المملكة المتحدة. ويشارك سياسيون بريطانيون ورؤساء دول من أنحاء العالم في الجنازة. ومع التواجد الرسمي من الشخصيات البارزة لجانب الحشود الشعبية المودعة للملكة، سيكون في صدارة المشهد الفرق العسكرية التي ستحمل النعش في مراسم التكريم. ومن بين تلك الفرق، ستكون قبعات الفراء السوداء الطويلة والزي الأحمر الداكن، لها ظهور المميز، والتي يرتديها جنود " الحرس الملكي " في المناسبات الرسمية. ويعد هذا الزي له علامة مميزة، ممثلا لهوية المملكة البريطانية، ولاختياره وتصميمه وألونه، تفاصيل نستعرضها في التقرير التالي: يعتبر الحرس الملكي من أقدم التشكيلات العسكرية في العالم حيث يعود تاريخ تأسيسه لسنة 1660م من طرف الملك شارل الثاني الذي كان مهدَّدا بالقتل من طرف خصومه، فقرر تأسيس مجموعة من نخبة العساكر تكون مهمتها حماية الملك ومقر إقامته، ومنذ تلك الفترة والحرس الملكي يقوم بنفس المهمة. على الرغم من أن دورهم حاليا بات رمزيا وبروتوكوليا أكثر، مثل المشاركة في موكب عيد ميلاد الملك وحفل تغيير الحرس في قصر باكنجهام، حسبما قال موقع "إنسايدر". تحدث أحد أفراد الحرس للموقع، عن سبب اختيار لون الزي، قائلا: إن اللون الأحمر الفاتح للسترات متجذر في التقاليد ويساعد على إخفاء بقع الدم حين الإصابة. بينما رأى جانب آخر، أن الجنود البريطانيين يرتدون اللون الأحمر تقليديًا هو أنه كان الصبغة الأرخص والأكثر سهولة. وبجانب اللون الأحمر، تأتي القبعات ذات الفراء والتي لا نظير لها في العالم، وسط تساؤلات عن السر الكامن وراء التمسك بها. تتحدث كثير من المصادر عن كون الهدف من كبر حجم القبعة هو منح طول إضافي للجندي والزيادة من هيبته أمام أي شخص، ويتم تصنيع هذه القبعات من فرو أصلي للدب، وهو ما كان محط انتقاد من قبل جمعيات حماية الحيوان. وبالفعل حاول القصر التجاوب مع هذه الانتقادات وقرر تغيير الفرو الأصلي بآخر اصطناعي، لكن الفرو لم يصمد كثيرا أمام تغير الطقس في لندن، وبهت لون القعبات بسرعة، فتم اتخاذ القرار بالعودة للفرو الأصلي، وفقا ل"ووترلو 200" المتخصصة في دراسات الحروب البريطانية.