تعد مصانع "هاينز" الألمانية لقوارير العطور، جزءا من التاريخ الصناعي الألماني، إذ مضى 4 قرون منذ نشأتها عام 1660، نجت خلالها صناعة الزجاج الألمانية من الحروب والأزمات الاقتصادية، وكذلك الحرب العالمية الثانية التي شهدت دك العاصمة برلين بالطائرات. لكن الأزمة الأخيرة بين روسياوألمانيا، التي قامت خلالها الأولى بخفض صادراتها من الغاز الطبيعي للأخيرة نتيجة دعم ألمانيا لأوكرانيا، أصابت قطاع الزجاج الألماني بالترنح واحتمال اندثار الصناعة على الأراضي الألمانية. يقول مورات أجاك، المدير المفوض لمصانع "هاينز" للزجاج، في حواره ل"فرانس برس"، إن الشركة اعتمدت على رخص تكلفة الغاز التي أتاحت لها تحقيق ربح سنوي 300 مليون يورو من بيع قوارير العطور إلى أشهر الشركات، على غرار "لورييت" الفرنسية. يذكر أن مصانع الزجاج تحتاج إلى الطاقة من الغاز الطبيعي لتشغيل أفران بدرجة حرارة 1600 مئوية في مختلف مراحل إعداد قوارير العطور، التي تنتج منها "هاينز" الألمانية وحدها 70 طنا يوميا. ويضيف أجاك أن إيجاد بدائل للغاز الطبيعي لا تستطيع الشركة تحملها، إذ أن قيمة الغاز المسال تبلغ 3 أضعاف تكلفة الغاز الطبيعي، أما عن استخدام النظام الكهربي بدلا من أفران الغاز، فإن ذلك لا يغطي أكثر من 40% من الإنتاج. جدير بالذكر أن ألمانيا تعتمد على الغاز الطبيعي الروسي ب55% من حاجتها للغاز، وانخفض الوارد الروسي من الغاز الطبيعي ب80% بسبب الأزمة الأخيرة، بينما يرجح تزايد الحاجة الألمانية مع قدوم فصل الشتاء المقبل؛ لأغراض التدفئة. وخططت مصانع ألمانية أخرى مثل "هينكال" لإعادة العمل من المنازل، مثل الوضع أثناء إغلاق جائحة كورونا؛ وذلك لتوفير النفقات. ويقول أجاك إن الصناعة مرجح أن تتوقف في ألمانيا، وأن يحول ملاك المصانع عملهم لدول مثل الهند؛ نظرا لتوفر مصادر الطاقة فيها أكثر من ألمانيا. ويعمل في مصانع "هاينز" ذات ال4 قرون، نحو 1600 موظف وعامل مهددين بفقدان العمل. ويعلق ميشيل أتريب، أحد العمال في "هاينز" على ذلك قائلا إنه بلغ عمرا متقدما ولن يعنيه الأمر، ولكن الشباب الأصغر سنا سيتضررون كثيرا جراء توقف العمل.