تحقيقات المتهم بقتل كاهن الإسكندرية: مسن مشرد وسبق احتجازه بمستشفى العباسية

كشفت التحقيقات الأولية التي تجريها نيابة أول المنتزه في الإسكندرية، اليوم الجمعة، حول حادث مقتل رجل دين مسيحي على أيدي شخص "مُسن"، عن أن المتهم "مُشرد" ويفترش الشوارع، خاصة طريق الكورنيش، وسبق احتجازه في مستشفى العباسية للأمراض النفسية، ولديه هلاوس، وهو من مواليد عام 1962 بمدينة ديروط، محافظة أسيوط، وكان يقيم في منطقة الساحل محافظة القاهرة.
وتباشر النيابة التحقيق في واقعة مقتل القمُص "أرسانيوس وديد"، كاهن كنيسة العذراء والقديس بولس في منطقة كرموز، حيث فارق الحياة عقب نقله إلى إحدى المستشفيات، الكائنة في منطقة سيدي جابر، وهو في حالة حرجة، إثر تعرضه لحادث طعن بسلاح أبيض "سكين"، من قبل شخص، مُسن، عمره 60 عامًا "تم ضبطه" على طريق الكورنيش، مساء الخميس.
واستمعت النيابة بإشراف المحامى الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، إلى أقوال 2 من شهود العيان، حيث أظهرت التحقيقات أن المتهم من "المُشردين" الذين ينامون على مقاعد الكورنيش خاصة أمام شاطئ إسحاق حلمي، وأنه طعن المجني عليه بسلاح أبيض "سكين" وتم نقله إلى المستشفى - لكن محاولات إسعافه أخفقت.
وانتقل وكيل النائب العام إلى المستشفى؛ لمناظرة جثة المجني عليه، حيث تبين إصابته بجرح طعني في منطقة الرقبة أثر على الشريان السباتي، فأمر بنقل الجثة إلى مشرحة كوم الدكة، وندب الطبيب الشرعي لإعداد تقريرًا طبيًا بحالتها، والتصريح بدفنها، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة، والتحفظ على جميع كاميرات المراقبة الموجودة في محيط الحادث وتفريغها تسجيلاتها لمعرفة ملابساته.
وتلقى مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسكندرية، اللواء محمود أبو عمرة، إخطارًا من مأمور قسم شرطة أول المنتزه؛ يفيد بورود إشارة من شرطة النجدة، حول بلاغًا بتعرض كاهن للطعن، ولفظ أنفاسه الأخيرة لدى وصوله المستشفى، حيث أخفقت محاولات إسعافه، إثر تعرضه لقطع بالشريان الرئيسي.
وبانتقال ضباط مباحث القسم إلى موقع البلاغ تبين من الفحص الأولي أنه وأثناء خروج الكاهن من الشاطئ القريب من شارع محمد نجيب، رفقة مجموعة من الشباب، كانوا في رحلة ترفيهية، متجهين صوب أتوبيس سياحي كانَ في انتظارهم، تعدى عليه شخص بسلاح أبيض، مُسددًا له 3 طعنات، إحداهم في الرقبة.
وأضاف شهود عيان للشرطة في محضرها الأولي أنه وعندما حاول سائق الأتوبيس إنقاذ الكاهن من براثن "المُسن"؛ توجه إليه المتهم ليطعنه هو الأخر، إلا أنه استطاع الإمساك به، والتحفظ عليه حتى حضرت الشرطة، حيث بدت عليه علامات المرض النفسي، إذ ظلَ يصرخ ويتفوه بكلمات وأفعال غير متزنة.
وفرضت الأجهزة الأمنية كردونًا أمنيًا، بالتزامن مع وصول فريق البحث الجنائي التابع لمديرية أمن الإسكندرية، حيث تم الاستماع لأقوال شهود العيان من الشباب الذين كانوا برفقة المجني عليه، وكذلك عمال شاطئ أبو هيف الذي شهدوا الواقعة، وشهود العيان من أصحاب المحال التجارية المجاورة.
وتم نقل الكاهن إلى المستشفى بسيارة إسعاف، لكنه فارق الحياة بعد إخفاق محاولات إنعاش القلب، وجاري التحقيق مع المتهم لمعرفة دوافعه، بعد إطلاق سراح شخص أخر كان يتقابل مع القمص للحصول منه على مظروف به مبلغ مالي بالتزامن مع لحظة وقوع الحادث، حيث ذكرت التحريات الأولية أن المتهم "مهتز نفسيًّا"، وتم تحرير محضر إداري بالواقعة، وتباشر النيابة العامة التحقيق.
ويُذكر أن القمص "أرسانيوس وديد" من مواليد 1966 وُسيمَ كاهنًا بيد المتنيح البابا شنودة الثالث في 16 يونيو 1995، ونال درجة القمصية 16 أكتوبر 2021 بيد البابا تواضروس الثاني، وأعلنت الكنيسة المرقسية في الإسكندرية إقامة صلوات الجنازة عليه في الكاتدرائية المرقسية، على أن يوارى جثمانه الثرى في مدفن الشهداء داخل دير مارمينا، منطقة الكينج مريوط.