• إيمان هريدي: نعد معلم الجيل الرابع بقدرة على التكيف مع تطور المناهج احتفلت كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، بتخريج الدفعة الأولى من المعلمين المؤهلين لتدريس مناهج وزارة التربية والتعليم الجديدة «تواصل 2.O»، بحضور الدكتورة إيمان هريدي عميد الكلية، والدكتورة هناء قاسم مستشار اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم، والدكتور هاني المهدي رئيس مركز لسان العرب لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، والدكتور صابر عبدالمنعم أستاذ المناهج وطرائق التدريس وكيل الكلية الأسبق، والدكتور مصطفى عرابي رئيس مركز تطوير تعليم اللغة العربية بالكلية، والدكتورة أماني سعيدة وكيل الكلية الأسبق. وقال الدكتور مصطفى عرابي، رئيس مركز تطوير اللغة العربية بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، إن اللغة العربية تظل رمزا للإعجاز الإلهي المرسل للأمة، إذ هي لغة القرآن الكريم، وبالرغم من مرور هذه القرون، إلا أن اللغة العربية تزال حتى اليوم تحتفظ برونقها وحيويتها وثرائها، ولا تخرج من ذلك شيئا إلا لمن لديه القدرة على الغوص في أعماقها والبحث في دررها. وأوضح أن مركز تطوير تعليم اللغة العربية بالكلية يبذل جهودا متواصلة من أجل تدريب أكبر عدد من المعلمين المهرة في اللغة العربية، وفي ظل ما تشهده الدولة المصرية من جهود بناءة في التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، التي جعلت تحقيق هذه الاستدامة على كل المستويات هي أهم أهدافها. وأشار إلى أن تطوير للمناهج التعليمية المصرية جاء في ضوء تلك الرؤية، لافتا إلى أن المركز اتخذ منهجا جديدا في دعم رؤية الدولة من خلال التعامل مع المشاكل والشكاوى المتعددة لدى المعلم وتدريبه على فهم فلسفة المنهج. ولفت إلى أن الدكتورة إيمان هريدي عميد الكلية، وجهت بسرعة الانتهاء من تجهز البرنامج التدريبي بنظام التعليم المدمج في ظل ظروف كورونا، ليتخرج اليوم الثمرة الأولى من البرنامج بإجمالي 53 مدربا، وجدنا فيهم رغبة في العلم والتدريب على المنهج الجديد، مشيرا إلى أن التدريب جرى بمشاركة نخبة من المدربين والمتخصصين على أعلى مستوى، واستعرض فيلما تسجيليا يوثق أحداث وفعاليات البرنامج. ومن جانبها، قالت الدكتورة إيمان هريدي، عميد كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة ورئيس مجلس إدارة المركز، إن المركز يفتح أبوابه لكل من يرغب أن يقوم لسانه ويعلم اللغة وينشر ثقافتها بين أبنائها، موضحة أن المركز بصدد إعداد دورات جديدة وفريدة من نوعها في تعديل سلوكيات معلم اللغة العربية، لأن الهدف من الدورة والبرامج التي يقدمها المركز ليس إعداد معلم لغة عربية للناطقين بها أو للناطقين بغيرها، بل إعداد المعلم القادر على الإبداع وتنمية مهارات الطلاب وتعزيز قدراتهم. وأكدت أن اللغة هي أساس التواصل بين أي طرفين ودونها يفقد الاتصال مع الوقت، وأن مناهج الوزارة لا يمكن تطويرها دون تطوير معلم اللغة العربية بوصف اللغة هي الأداة والفكرة والمنهجية الواضحة للتواصل، مشيرة إلى أنه جرى العرف أن يكون معلم اللغة العربية بالصورة التقليدية القديمة التي ثبت اليوم أنها غير صحيحة، خاصة وأن المعلم الأن لا يحفظ اللسان العربي المبين فحسب، ولكن يجب أن تكون لديه القدرة الفائقة على تعليم مهارات التفكير العليا، وهو ما جرى خلال ورش العمل التي تدرب عيلها خريجو البرنامج مع متخصصي التربية في الكلية. وأشارت إلى أن البرنامج التدريبي تضمن محاضرات عن علم النفس والسلوكيات ومهارات التفكير الإبداعي والآليات التكنولوجية الحديثة وكيفية صياغة الأسئلة والمهارات الحياتية التي تؤهل المعلم على إعداد الأجيال السليمة القادرة على الإبداع والتفكير والفهم الصحيح. وأوضحت أن البرنامج التدريبي عقد على مدار 3 أسابيع بعنوان إعداد معلم اللغة العربية في ضوء المناهج الجديدة لوزارة التربية والتعليم «تواصل 2.o»، متابعة أنه يسهل تطوير البنية التحتية والمناهج الدراسية وثقافة المجتمع وأولياء الأمور، لكن الأهم هو تطوير عقل المعلم لأنه هو من يدير العملية التعليمية داخل الفصل مع التلاميذ، مشيرة إلى أن الكلية تتواصل مع الوزارة وتمدها ببيانات خريجي البرنامج للاستعانة بهم والاستفادة بخبراتهم سواء بنقلها للطلاب أو تدريب أقرانهم من المعلمين. وأعلنت تولي المركز تطبيق أول هدف من أهداف التنمية المستدامة وبناء الإنسان وشخصية المعلم من خلال مبادرة المعلم القارئ التي ستنطلق في مسابقة كبرى يعد لها هذا العام لمعرفة من هو أفضل معلم قارئ، موضحة أن المسابقة ستنتهى بجوائز كبيرة سيعلن عنها قريبا، لنبرهن للعالم أن لدينا المعلم والمربي القارئ. ولفتت إلى أن المناهج الجديدة هي تطور جديد من التكنولوجيا، يجب أن نواكبها ونعمل على تطوير قدراتنا لاستيعابها وتعليم الأجيال الجديدة، وأنه يجب تطوير قدرات المعلم وصقل مهاراته لتقديم المعرفة الجديدة، لأن معلم الجيل الرابع سيظل مستعدا وجاهزا لقبول أي تحدٍ جديد في مجال المعرفة. ومن جانبه، أشاد الدكتور هاني المهدي، رئيس مركز لسان العرب لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، بوجود كوادر مؤهلة لتعليم اللغة العربية ونشرها، مؤكدا أن تعليم اللغة العربية ضرورة إنسانية وفريضة شرعية لأن العالم الأن يحتاج إلى هذه اللغة، والمراقب لتعليم اللغة ونشرها يرى أن المجال بحاجة لتأهيل الكوادر من أصحاب الخبرات لأن تعليم اللغة في حد ذاته يجب أن يكون تواصليا. ونصح، الخريجين، بأن كل من يتعلم اللغة العربية يجب أن يتحدث بها مع نفسه ومع من حوله لبناء الشخصية بشكل سليم، خاصة وأن اللغة العربية تغير من سلوكيات الإنسان وتؤثر في تعبيرات وجهه، وهو ما يقع على عاتق المعلم فباللغة يتغير كل شيء، موجها الشكر لإدارة الكلية والقائمين على البرنامج. وأشادت الدكتورة هناء قاسم، بمستوى الحضور في الدورة التدريبية، مؤكدة آمالها في الدفعة الجديدة من تغيير آليات تدريس اللغة العربية، لرغبتم في اكتساب المزيد من المعرفة في اللغة العربية، مطالبتهم بنقل أثر التدريب في الفصول والمدارس. وأوضح الدكتور صابر عبدالمنعم، أستاذ المناهج وطرائق التدريس وكيل الكلية الأسبق، أن اللغة العربية هي لغة الكتاب والقرآن وتعلمها يزيد من حجم المعرفة والوعي لدى معلم اللغة العربية بشكل عام، مؤكدا أن إدارة الكلية قدمت كل أنواع الدعم لإنجاح البرنامج التدريبي الذي من شأنه تيسير تدريس اللغة العربية.