انتقد السياسي الأمريكي السابق بيت هوكسترا ما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي من أن الولاياتالمتحدة ليست في حالة حرب الآن لأول مرة منذ 20 عاما. وقال بيت هوكسترا، الذي عمل سفيرا للولايات المتحدة في هولندا، وعضوا في الكونجرس لمدة 18 عاما، حيث شغل منصب رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب، إن ما ذكره بايدن يعد تفاخرا غريبا في ضوء الطريقة التي غادرت بها الولاياتالمتحدةأفغانستان، وما يعنيه ذلك بالنسبة للمستقبل. وأكد هوكسترا في تقرير نشره معهد جيتستون الأمريكي أن انسحاب الولاياتالمتحدة من أفغانستان خلف وراءه آلاف الأصدقاء والحلفاء ومعدات تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. وقال هوكسترا" لم نكن مطلقا في حرب مع أفغانستان. فعدونا كان ومازال أفرادا استلهموا موقفهم من تفسير متزمت للإسلام واستخدموا أساليب إرهابية لفرض قضيتهم". وأضاف" سياسيا، نحن غادرنا أفغانستان كما وجدناها... يقودها نفس المتطرفون الإسلامويون الذين سيطروا عليها منذ 20 عاما. ورغم ما قد تعلنه طالبان، فإن المخابرات الأمريكية تقدر أنه من الممكن أن يعيد تنظيم القاعدة تشكيله بصورة كاملة في أفغانستان في غضون عام أو عامين". وقال هوكسترا إن خطاب بايدن في الأممالمتحدة لم يتطلع للمستقبل. وتحديدا، فإن تصريحه غير الدقيق بأن أمريكا لم تعد في حالة حرب في أي مكان في العالم أوضح اعتقاده بأن الحرب ضد الارهاب قد انتهت. وأشار هوكسترا إلى أن الرئيس جورج دبليو بوش قال أمام الكونجرس بعد تسعة أيام من هجمات 11 أيلول/ سبتمبر إن حرب الولاياتالمتحدة ضد الإرهاب تبدأ بتنظيم القاعدة لكن لا تنتهي بها. ولن تنتهي حتى يتم الوصول إلى كل جماعة إرهابية على مستوى العالم وكبحها وهزيمتها. وما زالت الولاياتالمتحدة بعيدة كثيرا عن تحقيق ذلك الهدف. وأضاف هوكسترا أنه طوال فترة كبيرة من العشرين عاما الماضية ، أدى عدم وضوح من هو عدو الولاياتالمتحدة ولماذا يهاجمها إلى تضليل الأمريكيين. وتسبب ذلك في صعوبة التركيز على المطلوب عمله وعلى ما قد يكون عليه الانتصار. وقال هوكسترا إنه بعد شهر فقط تقريبا من انسحاب الولاياتالمتحدة المشين من أفغانستان ، يعلن الرئيس الأمريكي أننا لسنا في حالة حرب. وفي حقيقة الأمر لا يمكن للرئيس أن يعلن فقط أن الحرب ضد الإرهاب انتهت وينسحب. فالعدو لا زال موجودا. وما زال الأفراد الذين تعتبرهم الولاياتالمتحدة إرهابيين موجودين هناك ، وقد جدد نشاطهم الآن ما يتصورونه نجاحا لهم في أفغانستان. وهم أفضل تجهيزا من أي تنظيم إرهابي في العالم بسبب ما تركه لهم الأمريكيون في أفغانستان، وهم ما زالوا يعتمدون على وجهة نظرهم بالنسبة للدين الذي يحاولون اختطافه وهو الإسلام. وأكد هوكسترا أن بوسع الرئيس بايدن أن يقول ما يريده لكن هذا لا يعني أنه الحقيقة. فالطرف الآخر له رأيه في هذا الأمر. وقال هوكسترا" رأينا ونحن نغادر كابول، كيف تحدث الجهاديون بوضوح، إنهم مازالوا في حرب معنا. وإذا ما كان فريق المستشارين الذين يعتمد عليهم الرئيس، وهم وزير الخارجية انتوني بلينكن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي ، ووزير الدفاع لويد اوستن، قد أبلغوه أن الولاياتالمتحدة لم تعد في حالة حرب، فإن هذا يعني أن العالم في مشكلة خطيرة. واختتم هوكسترا تقريره بأن الجهاديين لم يستسلموا: وما زالوا موجودين. وفي حقيقة الأمر، فإن العالم أصبح مكانا أكثر خطورة مما كان عليه فبل شهور قليلة مضت. فالجهاديون سوف يعودون . وقال" دعونا نأمل أنه عندما يهاجموننا، أن يقدم قادتنا الوضوح الضروري هذه المرة لتحديد الأعداء وهزيمتهم تماما".