أصدرت واحدة من أواخر ضباط البحرية الملكية البريطانية التابعة لفيلق «الخدمة البحرية الملكية النسائية Wren» الباقين على قيد الحياة، والذين خدموا فى الجيش البريطانى خلال الحرب العالمية الثانية، مذكراتها التى تروى عبرها تجربتها عن تلك الأيام العصيبة. واستهلت المقاتلة، كريستيان لامب، البالغة من العمر الآن 101 سنة، الحديث فى كتابها الجديد عن الكيفية التى انضمت بها إلى الخدمة البحرية الملكية النسائية عام 1939، وذكرت أنها عاصرت قصف لندن الشهير ب «ذا بليتز The Blitz»، وهو القصف الجوى الذى تعرضت له لندن على يد الطائرات العسكرية الألمانية عام 1940 بعد أن فشلت ألمانيا النازية فى تحقيق مآربها الأساسية، وراح ضحيته نحو 40 ألف مدنى، كما ساعدت فى التخطيط لعملية «الإنزال نورماندى» و(التى يطلق عليها أيضًا اسم عملية نبتون أو اليومدى أو ساعة الصفر) وهى عملية الغزو البحرى التى انتهت بانتصار الحلفاء عند غزو نورماندى خلال الحرب العالمية الثانية، واستهلت فيما بعد عملية تحرير مناطق شمال غرب أوروبا التى احتلتها ألمانيا النازية، كما تحدثت أيضًا عن تجاربها الشخصية كالزواج. ووصفت عملها الحربى فى المذكرات بأنه «مثير للغاية» ولكنه أيضًا «سرى للغاية»، وقالت إنها لم تتحدث عن دورها الرئيسى فى الحرب لمدة ما يقرب من 50 عاما. كما تحدثت أيضًا عن معركة «دنكيرك» الشهيرة التى نشبت بين قوات الحلفاء وألمانيا النازية، وشهدت الدفاع المستبسل لقوات الحملة البريطانية وبقايا القوات الفرنسية عن ميناء «دنكيرك» آخر الموانئ المتبقية فى أيدى الجيش الفرنسى، وذلك فى أثناء عملية إجلاء الجيش البريطانى عن المدينة التى امتدت أسبوعًا، وشاركت فيها القوات البحرية والسفن التجارية وحتى زوارق الصيد الصغيرة، وانتهت بنقل 330 ألف جندى. وكشفت عن قيام رئيس الوزراء البريطانى، ونستون تشرشل، بإلقاء خطبة رائعة بعدها لتحميس الجنود، قال فيها: «سنقاتل على الشواطئ، وسنقاتل على التلال، ولن نستسلم أبدًا»، وأردفت أنها بداخلها كانت تشعر أن النصر حليفهم. وقالت إنها كثيرا ما سُئلت عما إذا كانت هى وأقرانها «قد شعرن بالرعب» أثناء الحرب، لكنها أكدت من واقع تجربتها أن الأمر كان عاديًا للغاية، وذكرت مثالًا لتقريب الصورة فقالت: «إذا كنت فى مسرح أو شيء من هذا القبيل وسمعت صوت قنبلة أو صاروخ يقترب، ستهب بالتأكيد فزعًا من مقعدك، ولكن مع تكرار ذلك واستمرار الصوت، ستعود إلى مقعدك فى النهاية». وأوضحت أنها كانت تقوم بعدة جولات فى حدائق لندن على الدرّاجة هى وصديقتها السابقة، وكان الأمر يساعدها على الاسترخاء للغاية ويشعرها بسعادة غامرة، نقلًا عن شبكة «بى بى سى» البريطانية. وعن حياتها بعد الحرب، قالت «لامب» إنها تخصصت فى دراسة النباتات، وأكدت أن بعد نشر مذكراتها التى حملت عنوان Beyond the Sea: A Wren at War، أصبحت لا تملك المزيد من الطموحات لتحقيقها، باستثناء نشر كتب جديدة فى المستقبل حول مواضيع تهتم بها بصورة شخصية.