شاهدنا مؤخرا، الصور المؤلمة عن سقوط أحد الأفغانيين من طائرة أمريكية بعد إقلاعها في الهواء، عندما حاولوا الفرار من أفغانستان، هربا من قبضة طالبان، وفيما يلي نعرض قصة هذا الشاب كما نشرت في موقع "ديلي ميل" البريطاني. زكي أنواري، هو اسم الشاب الذي شاهدناه يحلق في الهواء، بعدما سقط من الطائرة الأمريكية، بسبب حصاره في معدات هبوط الطائرة، وهو يبلغ من العمر 19 عاما فقط، وكان أحد لاعبي كرة القدم بمنتخب أفغانستان للشباب، حيث انضم وهو في عمر 16 عاما. عاش أنواري طوال حياته القصيرة بعيدا عن حكم طالبان، فهو سمع عن حكاياتهم فقط من والديه، في ظل أنظمة الرئيسين حامد كرزاي وأشرف غاني المدعومان من الغرب. درس أنواري بمدرسة دولية مرموقة بالعاصمة الأفغانية كابول، تدعى استقلال، بجانب عدد من أبناء الدبلوماسيين، وعندما كبر أصبح واحدا من المؤثرين أو ما يطلق عليهم إنفلونسرز السوشيال ميديا، ويبدو من صوره أنه كان متأثرا كثيرا بالنظام الغربي. تأكد وفاة أنوراي، أمس الخميس، عندما نشرت جريدة أريان نيوز الأفغانية بيانا للمديرية العامة للتربية البدنية والرياضة بأفغانستان، تعلن خلاله وفاة لاعبها الشاب أنواري، وقد أكد فريق كرة القدم الأفغاني بعد إعلان خبر الوفاة، أنهم شاهدوا أنواري في أحد الفيديوهات متشبثا مع مجموعة من الشباب، في الطائرة الأمريكية طراز سي 17، وقد تم اكتشاف رفاته بعجلة هذه الطائرة، عندما هبطت في قطر يوم الاثنين الماضي. كان آخر ما كتبه أنواري على السوشيال ميديا: "أنت رسام حياتك، فلا تعطي الفرشاة لشخص آخر ليرسمها بدلا منك"، وقد ضجت مواقع السوشيال ميديا بالتعليقات بعد إعلان وفاته، حيث قال أصدقاؤه، إن خسارته لا توصف. أنواري ليس الوحيد الذي سقط من الطائرة سي 17، حيث سقط أيضا شقيقان كانا يعملان ببيع البطيخ في السوق المركزي لمدينة كابول، ويبلغان من العمر 16، و17 عاما فقط، وقد قيل أن الأخوين كانا يبحثان يوميا في صناديق القمامة بأسواق كابول عن أي شيء يعودان به لإطعام والدتهما، لأنهما من أسرة فقيرة للغاية. وعلق سلاح الجو الأمريكي على هذه الواقعة المروعة، مؤكدا أنه كان عليه الإقلاع في كل الأحوال من مطار كابول، لأن الطائرة كانت محاصرة، والوضع الأمني كان متدهورا جدا، وشعروا وقتها بأن الموقف شديد الخطورة. وفتحت القوات الجوية الأمريكية تحقيقا يوم الثلاثاء الماضي، بشأن هذا الحادث المؤسف لطائرة سي 17، لمعرفة كيف سقط هؤلاء الشباب الأفغان في الهواء؟. الطائرة سي 17 الآن قيد التفتيش، وذلك لجمع رفات الأشخاص الموجودة بعجلاتها، حيث تم تأكيد وفاة ما يقرب من 8 أشخاص في هذا الحادث المؤسف، بينما يعتقد أن هناك 12 شخصا لقوا حتفهم في مطار كابول، نتيجة التدافع بين مئات الأفغانيين الذين كانوا يحاولون ركوب الطائرة هربا من طالبان.