قال الشيخ علي محفوظ، من علماء الأزهر الشريف، إن مقولة «الدين المعاملة» ليست حديثا عن النبي، ولكن معناها صحيح؛ فإذا أردت أن تُطبق الدين في حياتك فلا بد أن تحوله إلى برنامج عمل، وقضية الأخلاق كان لها حيزا كبيرا في الشريعة الإسلامية وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم. وأضاف «محفوظ»، خلال لقائه مع الإعلامية منال سلامة؛ ببرنامج «حلو الكلام»، المذاع عبر فضائية «صدى البلد»، اليوم الأحد، أن «النبي قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وقضية الأخلاق ربطها النبي بالإيمان بالله وتدرس المادة في كلية أصول الدين في قسم العقيدة بجامعة الأزهر» وأوضح أن تحسين الخلق لأن الله والنبي أمر بذلك، متابعًا: «ونجد صاحب الخلق الحسن حسن في كل شيء في السراء والضراء والعسر واليسر، بخلاف من يحسن أخلاقه من أجل الدنيا» واستدل على ذلك قائلا وعن أَبي شُريْحٍ الخُزاعيِّ : أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إلى جارِهِ، ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَنْ كانَ يُؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ رواه مسلم بهذا اللفظ، وروى البخاري. وذكر أن الله ربط الأخلاق بالعبادات، ولذلك نجد الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وكذلك الصيام والحج والزكاة، وفي مسند أحمد ذكر للنبي امرأة تقوم بعمل أشياء كثيرة من الخير كما قامت بالنوافل ولكنها كانت تضر الجيران بلسانها، فقال النبي هي في النار ولم تنفعها عبادتها. وتابع أن العبادة لا تنفع صاحبها إلا إذا تم تحويلها إلى برنامج عمل بين الناس، والنبي ذكر أن امرأة تتصدق باللبن المجفف ولكن تحسن إلى جيرانها وقال هي في الجنة، موضحًا أن الإنسان لا بد أن يُراجع عبادته مع الله. ونوه بأننا افتقدنا الرحمة بين الأزواج ولم نطبق حديث النبي «خيركم خيركم لأهله»، مضيفًا: «مينفعش الزوج يركب الوش الخشب لأهل بيته». وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يساعد أهله في عمل البيت، مؤكدًا أن المرأة ليست خادمة في المنزل. ولفت إلى أن السيدة عائشة في أحد المواقف كسرت أحد الأطباق بسبب الغيرة؛ فكان رد النبي هادئًا بأن يعاد طبق بغيره، مؤكدًا أن النبي لم يغضب أو يعمل مشادة معها، ولكن تدارك الموقف. وأوضح أنه من الضروري أن تعود المودة والرحمة بين الزوج وزوجته، منوهًا بأن القرآن يدعو إلى عظة والهجرة قبل ضرب الزوج لزوجته، مشيرًا إلى أن النبي لم يضرب امرأة أو خادم. وأشار إلى أن الضرب يعني الابتعاد عنهم وهو من المعاني المذكورة في اللغة العربية، منوهًا بأن النبي كان يضرب السواك.