شهدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، وأشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، توقيع اتفاقيتي تعاون مشترك بين هيئة الأممالمتحدة للمرأة، وصندوق الأممالمتحدة للسكان، ووكالة التعاون الدولي الكورية «كويكا»، لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في مصر، وذلك في إطار برنامج التعاون متعدد الأطراف الخاص بوكالة التعاون الدولي الكورية للفترة 2021-2024، وفقا لبيان الوزارة اليوم. ومن المقرر أن يشمل برنامج التعاون مُتعدد الأطراف مشروع "التمكين الاقتصادي للمرأة في مصر"، الذي تنفذه هيئة الأممالمتحدة للمرأة بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ويهدف إلى تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال تسهيل فرص العمل اللائقة والوصول إلى تنمية المهارات والدعوة لخلق بيئة مواتية في المجتمع والقطاع الخاص من خلال تنفيذ مبادئ تمكين المرأة، وذلك في محافظات بني سويف والإسكندرية والقاهرة الكبرى، وسيتم التركيز بشكل خاص على وصول الشابات إلى الوظائف.
كما يتضمن البرنامج مشروع "منع العنف القائم على النوع الاجتماعي ومكافحته في مصر" الذي ينفذه صندوق الأممالمتحدة للسكان بالشراكة مع وزارة الشباب والرياضة والمجلس القومي للمرأة.
يركز هذا المشروع على تعزيز أنظمة ومؤسسات الحماية والاستجابة الوطنية في معالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الضارة، فضلاً عن تعزيز الوعي المجتمعي بقيادة الشابات والشباب والمعرفة حول مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الضارة، ومن المقرر أن يستهدف المشروع المحافظات الثلاث التي تستهدفها هيئة الأممالمتحدة للمرأة، بالإضافة إلى محافظاتأسيوط وقنا وسوهاج والمنصورة.
وقالت المشاط إن الاتفاقيات الموقعة تعكس تنفيذًا واقعيًا للتكامل والتنسيق بين شركاء التنمية، بهدف دعم رؤية الدولة التنموية على مستوى تمكين المرأة وتحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين، وتعزيز مشاركة المرأة في التنمية باعتبارها عنصرًا رئيسيًا في المجتمع وفاعل رئيسي في خطط التنمية، بما يسرع وتيرة تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالمساواة بين الجنسين.
وشددت على أن الدمج الاجتماعي وإتاحة الفرصة على التساوي بين المرأة والرجل هو السبيل الوحيد نحو تحقيق نمو اقتصادي مستدام ومستقبل أفضل وبيئة اقتصادية واجتماعية أكثر شمولا ينعم فيها الجميع بمستوى معيشة لائق، موضحة أن مشاركة المرأة في سوق العمل في مصر على التساوي مع الرجل ترفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 34%.
وأشارت إلى حرص الوزارة على إدراج قضايا تمكين المرأة على أجندة أولويات الشراكات الدولية مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، حيث أطلقت خلال العام الجاري الخطة التنفيذية لمحفز سد الفجوة بين الجنسين، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة والمنتدى الاقتصادي العالمي، والقطاع الخاص، والذي يعد منصة تجمع كل الأطراف ذات الصلة لتعزيز السياسات التي ترفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل والأنشطة الاقتصادية.
فيما أشاد وزير الشباب والرياضة بالتعاون المثمر بين الوزارة ومختلف المؤسسات المعنية في إطار من التكامل يستهدف تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة، والعمل على تنمية المهارات من خلال تنفيذ عدة برامج ومشروعات مشتركة تلبي أهداف التعاون، وتقدم كل الخدمات للمرأة المصرية.
ولفت إلى تعاون الوزارة مع صندوق الأممالمتحدة للسكان، وتنفيذ العديد من المشروعات بهدف توسيع قاعدة الممارسة الرياضية، والاهتمام برياضة المرأة وتمكينها وتقديم الخدمات لها وتنمية مهارتها، مشيراً إلى أن ذلك يأتى في إطار استراتيجية الوزارة التي تهدف إلى فتح آفاق التعاون والاستثمار مع المؤسسات والمنظمات الدولية التي تسعى لدعم المشروعات الشبابية والرياضة.
وأشارت مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، إلى أن الاتفاقيتين يتناولا قضيتين من أهم القضايا التى توليهما الدولة اهتماما كبيرا وهى قضايا التمكين الاقتصادي للمرأة والقضاء علي العنف ضد المرأة في مصر، كما يولى المجلس اهتماما كبيرا بهذه القضايا في ضوء الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 التى أعدها المجلس وأقرها رئيس الجمهورية والمنبثقة من رؤية مصر 2030.
وأكدت أهمية العمل على تنسيق الجهود بين المؤسسات الوطنية وشركاء التنمية من أجل النهوض بالمرأة وتمكينها في كل المجالات، موضحة أن ملف قضايا المرأة شهد خلال السنوات الماضية تقدما كبيرًا على كافة الأصعدة، وذلك في ضوء دعم القيادة السياسية للمرأة باقتناع حقيقي والمساندة لها والتي تعتبر تمكينها واجب وطني، مشيرة إلى أن التنمية الحقيقية لمصر لن تتحقق دون تعزيز مشاركة المرأة والنهوض بها وحمايتها وتمكينها للقيام بدورها على أكمل وجه.
من ناحيته، قال هونج هونج جين ووك، إنه فى الوقت الذى أصبحت فيه مصر من الدول ذات الأولوية للمشاركة في التعاون الإنمائي، فقد أصبحت كوريا الآن شريكًا للحكومة المصرية في مكافحة العنف والممارسات الضارة ضد المرأة، بالإضافة إلى تعزيز القدرة الاقتصادية لها، مشيرا إلى أن هذه الشراكة ستكون حجر الأساس لبناء التعاون المتبادل في المجالات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة بين البلدين.
وصرحت بيك سوك هي، نائبة رئيس كويكا، بأن كويكا تبذل جهودًا حثيثة لتحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة في العديد من البلدان الشريكة، وفي عام 2019 أطلقت كويكا مبادرة "Fill the Gap" (سد الفجوة) لدعم الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة.
وتابعت: "يسعدني أنه قد أتيحت لنا الفرصة لتنفيذ هذه المبادرة في مصر كأول تعاون في مجال المساواة بين الجنسين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وآمل أن يعزز هذا التعاون الهادف مساهمة كويكا في الجهود الوطنية لتحقيق المساواة والشراكة الإنمائية ككل."
قالت فريدريكا ميجر، ممثلة صندوق الأممالمتحدة للسكان في مصر، إن القضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الضارة يعد أمرًا محوريًا في الخطة الإستراتيجية القادمة لصندوق الأممالمتحدة للسكان، ونحن نتطلع إلى دعم كويكا لهذا الهدف، وممتنون لشراكاتنا مع وزارة التعاون الدولي والمجلس القومي للمرأة ووزارة الشباب والرياضة.
بينما قالت كريستين عرب، ممثلة هيئة الأممالمتحدة للمرأة في مصر، إن التمكين الاقتصادي للمرأة أمر بالغ الأهمية لتحقيق المساواة بين الجنسين ومن خلال البرنامج الجديد الذي تم توقيعه اليوم، ستعمل هيئة الأممالمتحدة للمرأة على تعزيز الفرص لدعم حصول المرأة على عمل لائق ويرتكز البرنامج على رؤية مصر بأن توفير فرص عمل آمنة ومستدامة للمرأة في الأسواق التنافسية يعد محرك حاسم لنمو الاقتصاد الوطني في مصر.
جاء ذلك بحضور مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، وهونج جين ووك، السفير الكوري الجنوبي في مصر، وفريدريكا ميجر، ممثلة صندوق الأممالمتحدة للسكان في مصر، وجيرمان حداد، الممثل المساعد لصندوق الأممالمتحدة للسكان، وكريستين عرب، ممثل هيئة الأممالمتحدة للمرأة في مصر، وجيلان المسيري، نائبة مُمثلة هيئة الأممالمتحدة للمرأة في مصر، وأوه يون كيوم، المدير القطري بوكالة التعاون الدولي الكورية.