يستيقظ المرء من أولئك المهاجرين الأفارقة أو الشرق أوروبيين المقيمين في إسبانيا، ليمضي وقته ينقب في القمامة؛ بحثا عن كل ما هو معدني، ليعود محملا عربة اليد خاصته بكيلوجرامات من المواسير وعلب الألومنيوم وغيرها، ليبيعها ويساهم في تنظيف الشوارع، رغم أنه ليس على الرادار ولا يعلم بشأنه أحد. يقول فيدريكو ديماريا، باحث علم الاجتماع بجامعة برشلونة، لصحيفة "الجارديان" البريطانية، إنه في برشلونة وحدها نحو 100 ألف جامع خردة، نصفهم من الأفارقة، والباقي من دول شرق أوروبا، لا يستطيع معظمهم عمل إقامات رسمية، لما تتطلبه من وظيفة بعقد سنة على الأقل؛ ما يصعب عمله، فيكون جمع الخردة العمل غير الرسمي الذي لا يعرض صاحبه للمساءلة بخصوص إقامته.
ويضيف ديماريا، أن أولئك الجامعين يستحقون مكافأة الدولة، وليس الإهمال، والاستعانة بشركات متخصصة بجمع القمامة تكلف الدولة في برشلونة وحدها ملياري يورو سنويا.
وبحسب اتحاد إعادة تدوير القمامة الإسباني، فإن جامعي الخردة يحصدون 100 ألف طن من المعدن سنويا بقيمة 19 مليار يورو.
ويقول سليمان، أحد جامعى الخردة، إنه جمع فى يومه ما قيمته 3 يورو، موضحا أن كيلو الفولاذ يباع ب10 سنتات.
ويقول متي جانس، أحد خبراء إعادة التدوير بالمنطقة، إن جامعي الخردة يتعرضون لاستغلال التجار الذين يبتاعون منهم الخردة بأبخس الأثمان.
وتظهر الأرقام العالمية، أنه من بين 24 شخصا يعملون في مجال جمع القمامة، ليس سوى 5 منهم يملكون وظائف رسمية، والباقي يعملون خارج إطار الدول.