ابتكر الشباب داخل الغرف الصغيرة في إحدى ضواحي العاصمة الزيمبابوية، هيراري، طريقتهم الخاصة للوصول لأعلى درجات الانتشاء بعيدا عن واقع البطالة الذي لم يفارق زيمبابوي أبدا، لكن جائحة كورونا زادت من شدته فأقدموا على صنع أدوات بايب من المصابيح الموفرة؛ لتعمل دخانا بنيا من مخدر الميثامفيتامين، الذى يتعاطونه على أنغام موسيقى المزدانسيهل، وأحاديث كرة القدم في عالم موازي لذلك الذي يحياه الناس. يقول سولويمان سيغوك، لصحيفة "الجارديان" البريطانية، إن الميثامفيتامين يجعله فى منطقة أخرى وكأنها عالمه الخاص، حيث ينسى مع أصدقائه جميع المشكلات، مضيفا أنه بسبب تعطل الدراسة خلال الإغلاق، انضم الكثير من الأطفال والفتيات لصفوف المدمنين، الذين يخرجون ليلا بحثا عن الميثامفيتامين. ويضيف سيغوك، أنه يحب الميثامفيتامين أكثر من أي مخدر آخر؛ لنشوته منقطعة النظير، ولأنه أقل قتلا من باقي المخدرات، موضحا أنه لو لديه المال، سينفقه كله لشرائه. ويتابع أن من متاعب تناول الميثامفيتامين، اضطراب النوم، إذ لم يستطع النوم ذات مرة لأسبوع كامل، عوضها بنوم يومين متتاليين بلا انقطاع؛ ما جعل مالك الشقة القاطن بها يظنه ميتا. وتعتبر حبوب الميثامفيتامين من أقوى أنواع المخدرات الكيميائية، التى يبلغ سعر الجرام منها 7 دولارات في زيمبابوي، ما يعادل إيجار غرفة لمدة شهر. ويقول أحد مروجي الميثامفيتامين، إنه وسع تجارته أيام الإغلاق، لتشمل الضواحي الصغيرة بعدما كانت مقتصرة على أحياء المدينة، بينما أصبح يجنى يوميا ربح 200 دولار من تلك التجارة، مع تزايد مشاكل الشباب ووصول معدلات البطالة في البلاد ل90%. ويضيف دونالد ميهوك، أحد أفراد الأمن المتعاطين للمخدر، أنه يساعده في ممارسة عمله بلا نعاس، لكنه يتسبب له بقدر من النحافة، إلا أنه اعتاد الأمر. وتقول ناتاشا، إحدى مدمنات المخدر، إنها حاولت كثيرا التوقف عنه، لكنها كانت تجد نفسها في كل مرة عائدة إليه. ويقول بيس ماريمبا، متخصص في الصحة النفسية بزيمبابوي، إن عدد مراكز إعادة التأهيل الحكومية قليل، وتلك الخاصة غالية على المدمنين، والأمل الوحيد في منظمة الصحة العالمية لإنشاء مراكز تعني بعلاج المدمنين الذين لا يجدون مفرا من التعاطي في ظل البطالة وغياب الرعاية النفسية.