نظرا للتأثير النفسي الواسع الثابت علميا للفن على النفس البشرية، فقد اتضح للمتخصصين أن الإبداع قوى علاجية مهمة، لهذا السبب هناك مهنة كاملة مكرسة لاستخدامه للمساعدة في الصحة العقلية، يطلق عليه العلاج بالفن. وقالت مارجريت كارلوك روسو، رئيسة الجمعية الأمريكية للعلاج بالفن والأستاذة المساعدة للعلاج بالفنون التعبيرية في كلية بريسكوت، إن هذا النوع من العلاجات له تأثير مهم خاصة في الأوقات العصيبة، ويتجه الناس بشكل طبيعي إلى الفن عندما يبحثون عن الراحة، وفق موقع "إن بي سي نيوز الأمريكي". وضربت روسو مثالا على ذلك أن الناس اتجهوا لصنع جداريات وأعمال فنية للاحتجاجات المرتبطة بالعدالة العرقية، وهذا يمثل توضيحا لحاجة الإنسان العميقة للتعبير عن نفسه. يتطلب العلاج بالفن العمل مع متخصص، لأنه يجمع بين العملية الإبداعية -الرسم والتجميع وما إلى ذلك- مع النظرية النفسية والخبرة البشرية لمساعدة الأفراد على معالجة المخاوف والعواطف والمواقف المختلفة التي قد تهمهم. وقالت كارلوك روسو: "من أكبر المفاهيم الخاطئة المرتبطة بهذا النوع من العلاج أنه يفكر الكثير من الناس تلقائيًا أنه مخصص للأطفال، وذلك غير صحيحا بشكل كامل". وأوضحت أن هذا النوع من العلاج ليس الغرض منه تعلم كيفية الرسم أو أن تكون فنانا محترفا بل كيفية استخدام الوسائط بحيث يمكنك إنشاء خطوط وأشكال وألوان ورموز وتعكس ما تشعر به داخليا. أنشطة فنية في المنزل لتحسين المزاج وتقول روسو يمكن للشخص اتباع بعض الأنشطة المنزلية التي لا تحتاج بالضرورة لوجود معالج أو متخصص للتعامل مع لحظات القلق أو الحزن أو التوتر لتحسين الحالة المزاجية، ومنها: -رسم صورة لمكانك المفضل أو مكان قضيت فيه أوقاتا سعيدة، لأن النظر لهذا المكان يعيد لك المشاعر الإيجابية التي شعرت بها أثناء تواجدك فيه. -تجميع صورك القديمة أو صور تحبها من مجلات وأماكن مختلفة، ربما تستطيع من خلالها بناء قصة مصورة في ألبوم واحد. - كتابة بعض الأشياء المفضلة لديك ولصقها على جدران أماكن تواجدك، ومن المفضل أن تكون كلمات إيجابية وتحفيزية وملهمة. -إطلاق بعض التوتر والطاقة السلبية من خلال الرسم - سواء خطوط أو خربشات لا معنى لها- على لوحات بيضاء كبيرة، يمكن أن يساعدك ذلك على الاسترخاء عن طريق تشتيت انتباهك.
