مجلس النواب هو السلطة التشريعية بجمهورية مصر العربية ويتولى اختصاصات مختلفة وإقرار السياسة العامة للدولة، والخطة العامة للتنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والموازنة العامة للدولة، ويمارس الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية، وذلك كله على النحو المبين فى الدستور. ها قد وصلنا إلى موسم انتخابات مجلس النواب ليكون المجلس الثانى بعد ثورة 30 يونيو وعلى حسب الدستور الجديد للبلاد لا يسعنا إلا أن نشجع بعضنا البعض كمواطنين للقيام بعمل وطنى رفيع والتوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار المرشح ويجب ان تكون الاختيار بدقة ومستحقة للشخص المناسب الذى يستطيع دفع عجلة الاصلاح والتنمية إلى الامام. واسلوبه فى الحديث وقدرته على الاقناع والفكر الذى يحمله، ولهذا فأهم صفات المرشح المقبل ان يكون دارسا جيدا فى مجال عمله. فإن كثرة المرشحين تعالى اصواتهم وتنوع برامجهم الانتخابية لن تؤثر كثيرا ولكن القدرة على اختيار الاكثر كفاءة وقدرة على العمل، فمن غير المعقول ان يختار الناخب المتسلقين والساعين إلى المصلحة الشخصية، ويطالبهم بالاصلاح، لأن الاصلاح لا يأتى الا من اصحاب الكفاءة والنزاهة. بمجرد انتخابه من قبل المواطنين واكتسابه صفة البرلمانى، ينشغل النائب بجملة من المهام النيابية والسياسية المرتبطة بما هو دستورى وأخلاقى واجتماعى والانشغال أيضا بالقضايا الرئيسية للبلد وبذل الجهد للدفاع عنها فى جميع المحافل الوطنية والدولية، وهو ما لا يتم إلا بالحضور تحت قبة البرلمان وتحمل المسئولية فى التعبير عن مشاكل الشعب والانحياز لمصالحه. وظيفة النائب البرلمانى هى تشريع القوانين، والرقابة على الفساد وحل المشاكل العامة وليست الخاصة. المجتمع أصبح اكثر نضجا ووعيا من أى وقت مضى، فما نراه خلال هذه الايام يكشف لنا وعى الناخب وقدرته على اختيار الأمثل، لكنه فى المقابل يحتاج إلى مرشحين قادرين على تقديم برامجهم الانتخابية التى تكشف لنا اهدافهم والتى يسعون إلى تحقيقها فى المجلس. واضافت ان الناس يحتاجون إلى من يرعى مصالحهم، ويسعى إلى حل مشاكلهم، بعيدا عن التعصب والتشنج، فكثرة الصراخ لن تعالج معاناة المواطن، ولهذا يجب رفع شعار العمل ولا شيء غيره خلال المرحلة المقبلة حتى تسير السفينة نحو بر الأمان. من الواجبات الهامة أن يقوم المنتخب بالبحث والتمحيص فيما هو أفضل على المستويين المستوى المحلى والمستوى الوطنى أى من هو أفضل نائب نواب للدائرة التى سيخدمها ولكن أيضا بنظرة أشمل من هو الأفضل والأكثر أهلية ليخدم الوطن دون مصلحة شخصية من أى نوع عائدة عليه إن الضرورة الملحة لتحقيق صفة النائب للناخب التواصل المباشر بين النائب والمواطنين من ذوى القضايا العامة أو الخاصة. ولا يمكنه أن يكون مشرعا ناجحا أو مراقبا جيدا ولا سياسيا واقعيا ما لم يكن موصولا بمحيطه ومصغيا إليهم وهذه الوظيفة التواصلية تحتاج لإنجازها إلى إبداع منظومة تواصلية متكاملة تمكن من تحقيق مطلب القرب المعنوى (من المواطنين)، وليس الجسدى فقط. إن المشاركة فى العملية الانتخابية هى حق من حقوق المواطن لابد من حث الناخبين على المشاركة فى الانتخابات والحرص على استخدام حقهم الدستورى فى اختيار من يمثلهم. وضرورة الخروج بمشهد انتخابى يليق بالدولة المصرية أمام العالم. أمام مصر تحديات كثيرة لذا نحتاج إلى مجلس قوى سواء فى التشريع أو المراقبة خاصة الأوضاع الاقتصادية التى نمر بها بشكل خاص تحتم على أى مواطن أن يكون فعالا فى العملية الانتخابية ليشارك عبر ممثله فى صياغة القرارات الاقتصادية العامة التى تهمه، لهذا نطالب أى نائب يصل إلى البرلمان الاهتمام بالشئون الاقتصادية والاجتماعية وبمشاكل المواطنين حتى نستطيع ان نعبر كل التحديات التى تواجهنا وليقم كل مواطن بواجبه.
