توجد آثار مصر في أنحاء كثيرة من العالم، كما أنها محل زيارات سياحية متنوعة الجنسيات؛ لذلك فالحضارة المصرية مؤثرة بما تركته شاهدا على عظمتها وقوتها عبر السنين. وتعمل جهات مصرية عدة على توظيف أفكارها الإبداعية للترويج والتفاعل بين مصر والدول الأخرى، وهو ما نلمسه في مسابقة "ارسم مصر" التي أطلقها المكتب الثقافي للسفارة المصرية في العاصمة الروسية موسكو. وركزت المسابقة على فئة جديدة ومهمة على الأراضي الروسية، وهي فئة الأطفال لكي يُعبروا عن رؤيتهم لمصر وما يعرفوه عنها، من خلال لوحات فنية، تُقدم للمكتب الثقافي بالاشتراك مع مكتبة الطفل الحكومية الروسية، وقد توزعت المشاركات بين مختلف الأقاليم الروسية، مثل كامتشاتكا والشرق الأقصى وسيبيريا ومن جمهورية بيلاروس. وعن أسباب إطلاق المسابقة يقول المستشار الثقافي المصري، دكتور محمد الجبالي، في تصريحات ل"الشروق": "تم إطلاق المسابقه كنوع من الترويج الثقافي لمصر بين فئه الأطفال في المدارس واختير الموعد مع انطلاق العام الدراسي الجديد في روسيا، وتم تعميم المسابقة على مدارس روسيا ومكتبات الطفل المنتشرة في جميع الأقاليم، كما تم اختيار مكتبة الطفل الحكومية كشريك في التنظيم ونشر تفاصيل المسابقة على الموقع الرسمي لها مع تحديد كافة المواعيد للتقديم". وأوضح الجبالي تفاصيل المسابقة، بأنهم خصصوا لجنة محكمين لاستقبال الأعمال وتقيمها، خبراء وأكاديميين، من البلدين لمنع التحيز وضمان الحيادية، وتقوم اللجنة بعمل التصفية الأولى وفق معايير عدة منها أصالة الفكرة وإلمام الطفل بالموضوع والمستوى الفني. وتلقت لجنة المسابقة أكثر من 1500 مشاركة، بإجمالي 6000 آلاف لوحة وهو عدد ضخم، وتمحورت مواضيع اللوحات حول الآلهة المصرية المرتبطة بالحضارة المصرية القديمة، و الطبيعة في مصر، والمدن المصرية. قال الجبالي، عن الخطوات التي ستتم بعد المسابقة: "سوف تُنشر اللوحات جميعها في معرض افتراضي على موقع المكتب الثقافي المصري في موسكو وموقع مكتبة الطفل الحكومية، كما سيتم تكريم الفائزين في حفل افتتاح مهرجان آدب الطفل خلال نوفمبر المقبل، وبحضور السفير إيهاب طلعت نصر الذي يقدم الدعم الكامل لنشاط المكتب ومبادراته". وأضاف: "هذه هي المبادرة الأولى بهذا المستوى في عموم روسيا حيث شارك الأطفال من مختلف الأقاليم، كما شارك أبناء الجالية الروسية في مصر أيضا بحوالي 30 لوحة، ونحن نعلم أن الشعب الروسي قارئ وعاشق لتاريخ مصر وحضارتها وهو شعب صديق ولذا فإن كل المبادرات تلقى تفاعلا لأنها تصب في صالح التقارب والصداقة بين الشعبين". وعن سبب اختيار عنوان المسابقة باسم "ارسم مصر"، قال إن الهدف هو أن يرسم الطفل مصر كما يراها ويتخيلها وإطلاق العنان لخياله ليبدع حسب قدراته.
