يعكف الصناع في قرية بايل الإكوادورية، على صناعة قبعات مونتيكريستي بألوانها العاجية المميزة وملمسها الحريري، وقيمتها العالية التي جعلتها أغلى من وزنها ذهبًا. ويقول سيمون إسبانيول أحد أمهر خياطي قبعات مونتيكريستي، لصحيفة نيو يورك تايمز، إن عملهم يستغرق عدة شهور للقبعة الواحدة التي يتم عمل آلاف الغرز فيها بشكل يدوى لجعلها لوحة فنية حقيقية. ويضيف سيمون، انه احتاج 5 أشهر لحياكة أفضل قبعاته ب4000 غرزة عملها يدويًا. ورغم تسميتها بالقبعات البانامية، إلا أنها تصنع في الإكوادور ولكنها كانت تباع بالقرن ال19 فى منطقة إسماس البانامية التي كانت معبرا للتجار الأمريكيين خلال سفرهم ما أعطى القبعة شهرتها الواسعة. ونالت القبعة، شهرتها العالمية حين تلقاها نابليون بونابرت كهدية ذات مرة ولم يتوقف عن لبسها في المناسبات بينما كان يحرص الملك البريطانى إيدوارد السابع على امتلاك قبعات مونتيكريستى. ويتم صناعة القبعة من جريد نخل التيكويلة ولتمر القبعة عبر عدة مراحل أولاهم الحياكة وفي المرحلة التالية يقوم الريماتودور بإضفاء اللمسة الفنية عليها، وبعد ذلك يتم تسوية الألياف فيها وتقليم الزائد بواسطة الكورتيدور ومن ثم يتم طرق القبعة بوسطة الأبليدور ومن ثم يتم كيها علي يد البلانشيدور لتتم قولبتها بأشكال القبعة البانمية المعروفة مثل الفيدورا والأوبتيمو. وتقوم إحدى مدن الآنديز، في الإكوادور بحياكة نوع تجاري من القبعات البانامية لبيعها للسائحين الحقيقيين ولكن النوع المميز لا تتم صناعته سوى في مدينة بايل وليباع بأعلي الأثمان، إذ يذكر مقال فى صحيفة نيويوركرالأمريكية عام 1930 إنه تم بيع إحدى تلك القبعات ب1000 دولار ما يعادل 16 ألف دولار فى الأيام الحالية. ويقول سيمون، إنه نظرًا لطبيعة تلك الصناعة لا يتم إنتاج الكثير من القبعات فهو نفسه لا ينتج أكثر من 3 قبعات سنويا لما تستغرقه من وقت.