ضعف «مريم» استفز الجمهور فى الحلقات الأولى ل«فرصة تانية».. واستمتعت بتحولات الشخصية وصراعاتها رسمت تصورا للشخصية فى مراحلها المختلفة.. والحوار فى مشهد تكسير «العفش» لم يكن متفقا عليه نجحت الفنانة هبة مجدى، فى لفت الأنظار، من خلال دورها فى مسلسل «فرصة تانية»، الذى شاركت به فى السباق الرمضانى الماضى، والذى قدمت فيه «مريم» صاحبة الشخصية الضعيفة مع زوجها، والتى تدخل فى صراع مختلف وتتحول لتصبح مسيطرة على زوجها، لتفاجئ الجمهور بهذا التحول. فى هذا الحوار تكشف هبة مجدى ل«الشروق» كيفية تعاملها مع الدور المركب وكواليس العمل، وطبيعة ردود الأفعال التى تلقتها عن المسلسل، وما هى معايير اختيارها للأدوار. ما الذى حمسك للمشاركة فى مسلسل «فرصة تانية»؟ تحمست للمشاركة فى مسلسل «فرصة تانية»، لرغبتى فى العمل مع المخرج مرقس عادل، لأنه مخرج حقق نجاحا منذ أول مسلسل قدمه، و«فرصة تانية» هو ثانى مسلسلاته، وهو مخرج ذكى ومجتهد، كما أن دور «مريم» استفزنى جدا وخاصة فى أول 10 حلقات من السيناريو، وشعرت أننى أتطلع لاستكمال قراءة السيناريو، لكى أعرف هل ستتحول الشخصية أم ستظل كما هى؟، وقولت لنفسى «إيه الشخصية المستفزة دى»، وفجأة من أول الحلقة 11 جعلتنى أوقع على العقود فورا، وشعرت أن الدور مختلف، نظرا لأن الجمهور شاهدنى فى أول 10 حلقات بشخصية ثم تتحول لشخصية أخرى، وكنت سعيدة بالدخول فى صراع الشخصية. هل تخوفتى من تقديم الدور فى البداية خاصة أنه يشير إلى ضعف المرأة وإهدار حقوقها؟ لم أشعر بالخوف إطلاقا من تقديم دور «مريم»، بالعكس تحمست جدا وشعرت أننى سألعب لعبة جديدة وينبغى علىَّ أن أذاكر وأفهم الشخصية جيدا، وأكون على تركيز شديد لتقديم الشخصية وأفكر جيدا لكى أصل إلى طريقة مناسبة، وفكرت فى تغيير مستوى صوتى ليتناسب مع الصوت التى تتحدث به الشخصية، وأنا أحب أن أقدم عملا وأنا مستمتعة به، وكنت مستمتعة جدا بالتحول الذى حدث للشخصية. كيف كان استعدادك لشخصية بمفردات «مريم»؟ استعددت للشخصة من حيث المظهر وكنت أريد أن أضع لها تفاصيل معينة خاصة بالشكل، واخترت «لوك» الشعر الخاص بها فى المرحلة الأولى من المسلسل، بالإضافة إلى الفساتين، وقمت بشراء قماش مخصص لهذه الفساتين، مما جذب الجمهور ونالت الفكرة إعجابه، فكرة البنت التى ترتدى فساتين، فهذا كان تصورى للشخصية من خلال رسمتى لها منذ البداية، وبدأت أذاكر المرحلة الأولى من الشخصية وقمت بالتسجيل لنفسى الجمل الخاصة ب«مريم»، وأعود لسماعها مجددا، وأبحث هل أنا بحاجة إلى أن أكون أقوى فى مستوى الصوت أم لا؟ هل بحاجة إلى تحسين الأداء أكثر أم لا؟ هل أنا بحاجة إلى التفكير فى طريقة إلقاء جملة معينة أم لا؟ كل ذلك نوع من المذاكرة، والحمد لله كل هذا الاستعداد أحدث فارقا فى المشاهد وظهر تغيير الشخصية، وظهرت العصبية والشحنة التى كانت بداخلها. هل اقتبستى شخصية «مريم» من الواقع؟ أكيد، أنا أضع نفسى مكان الشخصية فى كل الظروف الصعبة التى تعرضت لها من ضرب وذل وإهانة، بالإضافة لوجود ست فى بيتها قام زوجها باصطحابها للمنزل، وأحدد رد فعلها طبقا للمواقف التى تتعرض لها، كما أن مشهد التكسير لم نتفق فيه على الحوار، ولا طريقة مشاهده ولا الحركة، لكننى توصلت من ملخص حديث المخرج طبيعة حوارى وتصرفاتى فى هذا المشهد، وفجأة وجدت نفسى باخذ تصرفات صحيحة، وتم تصوير المشهد مرة واحدة فقط دون إعادة أو توقف أو قطع، والحمد لله أنا وجدت نفسى أمام المشهد بدأت فى التفاعل مع الشخصية، ولم أشاهد المشهد بعد تصويره، لكننى اطمأننت بعد إعجاب المخرج بهذا المشهد. هل من الممكن أن يسيطر الحب على صاحبه ويصل به لمرحلة الذل ويتقبل الخيانة؟ بالتأكيد لا، لا يوجد أحد يقبل على نفسه الإهانة مهما كانت سيطرة الحب على صاحبه، لكن هناك شخصيات ضعيفة إلى حد ما، تحتاج لمساندة من حولها لتقويتها على حياتها الصعبة مثل «مريم»، بالإضافة إلى أن «مريم» كانت متقبلة كل ما يفعله بها زوجها، لأنها تحت تهديد زوجها لها بوصل الأمانة، وأنه سيفشى أسرارا إلى شقيقتها ويتسبب لها فى انهيار عصبى من الصدمة. ما الدوافع التى تجبر المرأة على تفضيل زوجها وقطع صلة الرحم مع أهلها؟ الدوافع تكون خارج الإرادة، مثلما حدث مع «مريم» وتقبلها للأمر، بسبب خوفها على شقيقتها، والحفاظ على ابنتها الصغيرة وتربيتها فى أمان دون ترويع أو خوف، وعدم وصول شعور للبنت بأن هناك خلافا بين والديها، فكل هذه الأمور تجعل المرأة تتحمل وتصمت وتشحن بداخلها الغضب. كيف تلقيت ردود الأفعال على شخصية «مريم» الضعيفة فى البداية قبل تحولها إلى شخصية جريئة؟ الجمهور أصيب بحالة من الاستفزاز من برود الشخصية فى البداية، وكانت ردود الأفعال التى تلقيتها تشير بالمطالبة من الجمهور بعدم السكوت عن الشخصية، وكنت دائما أطالبهم بالاستمرار فى المتابعة للحلقات لكى يعرفوا المفاجأة من الأحداث القادمة. وكيف كانت كواليس العمل؟ كواليس العمل كانت ممتعة وفيها شغل كثير، كنا نصور مشاهد كثيرة تحت ضغط شغل فظيع، كنا «بنتفرم»، بنصور 22 مشهدا فى اليوم، نحضر للتصوير فى الصباح ونغادر فى صباح اليوم التالى، لكن الحمد لله أن جودة العمل والتركيز ظهرا للمشاهد من خلال عرض المسلسل، وبعض الأوقات داخل الكواليس كان هناك بعض من المرح والترفيه، والمخرج قادر على أن يضع كل ممثل فى الحالة الخاصة بالشخصية، والفنان محمد دياب إنسان مساعد جدا للممثل الذى أمامه، وساعدنى فى التركيز الشخصية. ما هى معاييرك لاختيار أدوارك؟ أهم شىء أن يكون الدور جذاب وأكون متحمسة له ومستمتعة به، ولابد أن يكون مختلفا، ولا أهتم بعدد مشاهد الدور، المهم أن يكون طريقة كتابته جيدة، والمؤلف يكون مهتما بالشخصية وتكون مهمة فى الأحداث، كل هذه العناصر تجعلنى مستمتعة أثناء تقديم الدور، كما تساعد على ابتكار شكل مختلف للدور عن أى عمل قدمته من قبل.